التفاسير

< >
عرض

يَسْتَخْفُونَ مِنَ ٱلنَّاسِ وَلاَ يَسْتَخْفُونَ مِنَ ٱللَّهِ وَهُوَ مَعَهُمْ إِذْ يُبَيِّتُونَ مَا لاَ يَرْضَىٰ مِنَ ٱلْقَوْلِ وَكَانَ ٱللَّهُ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطاً
١٠٨
-النساء

عرائس البيان في حقائق القرآن

قوله تعالى { يَسْتَخْفُونَ مِنَ ٱلنَّاسِ وَلاَ يَسْتَخْفُونَ مِنَ ٱللَّهِ وَهُوَ مَعَهُمْ } اى يستترون من الناس معايبهم وخيانتهم يعميهم عن روية عجز الناس وقلة قدرتهم بدفع المضرة اعطاء المنفعة لانهم عاجزن فى قبضة التقدير وعظم الخلق فى قلوبهم من قلة عرفانهم عظمة وجلاله واحاطته بكل ذرة من العرش الى الثرى ولا يستترون من الله لانهم ليس لهم استعداد عرفانه الذى ثمر به الخوف والحياء من الله سحبانه قال عليه السلام انا اعرفكم بالله واخوفكم منه بين ان زيادة الخوف من زيادة العرفان وقوله لا يستخفون من الله وهو معهم اى لا يستترون من الله فى مباشرة القبائح وهو محيط بظاهرهم وضمائرهم وارداتهم لا يعرفونه بنعت الاحاطة وانهم لايقدرون بالاستتار عنه وهذا نفى فائدته بيان عجزهم عن الاستتار عنه ومعناه انهم يستحيون من الخلق ولا يستحيون من الخالق قال محمد بن الفضل من لم يكن اعظم شئ فى قلبه ربه كان جاهلا به ومبعدا عنه.