التفاسير

< >
عرض

لاَّ خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِّن نَّجْوَاهُمْ إِلاَّ مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلاَحٍ بَيْنَ ٱلنَّاسِ وَمَن يَفْعَلْ ذٰلِكَ ٱبْتِغَآءَ مَرْضَاتِ ٱللَّهِ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْراً عَظِيماً
١١٤
-النساء

عرائس البيان في حقائق القرآن

قوله تعالى { لاَّ خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِّن نَّجْوَاهُمْ } وبخ الله سبحانه قوما ما ليس مجالستهم وبخوبهم الله فكل مجالسة على غير ابتغاء وجه الله والشيطان يغريهم الى الغيبة والبهتان والضمية والنزهات اى لا خير فى كثير من هؤلاء فى نجواهم يعنى طعمه وقومه ثم استدرك وصف اهل المجالسة لله الذين جلسوا لمحبته قاموا لشوقه واجتمعوا العشقة وتفرقوا لطلب زيادة معرفته والمساكنة فى مجالس انسه بالخلوات فى الغلوات ثم وصفهم باحسن الوصف حيث اواهم الى كنف قربه وحجال انسه بقوله ما يكون من نجى ثلثة الا هو رابعهم ولا خمسة الا وهو سادسهم ولا ادنى من ذلك ولا اكثر من ذلك هو معهم اينما كانوا ثم وصفهم على لسان نبيه وزاد شرفهم حيث قال عليه الصلاة والسلام فيما روى عن الله عز وجل وجبت محبتى للمتحابين فى المتزاورين فى والمجالسين فى والمتباذلين فى سبق الازل محبته لهم فاوقعتهم تلك المحبة الازلية فى بحار محبته عحتى استغرقوا فيها الا الاباد لا مخرج منالهم بالنظر سواه قال تعالى وصفهم يحبهم ويحبونه نجاهم جريان اسراره وجولان انفساهم فى ميادين انواره فساعة تاهوا وساعة تحيروا روحهم بمروحة نسه وادخلهم فى قباب قدسه وساقهم من شراب لطفه واسكرهم بجمال وجهه وحثهم الى مسامرته وذوق فهم طعم لطف مناجاته فاذا سكنوا من سطوات مشاهدة جلاله وافاقوا من سكر جماله لحظة احتالوا لزيادة محبته فى اخذهم طريق بذل المهجة لمحتبه ورجعوا الى سنن المجاهدات وحقائق العبادات امر بعضهم بعضا ببدل الارواح والاشباح لشقوهم الى عالم الافراح وامر بالمعرفون بحكمهم على النفوس الامارة بانايتها فى توفقة المجاهدة بنيران الرياضة ويراعى بعضهم بعضا بسحن النصيحة واداب الطريقة ويسالوا الله صلاح هذه الاممة من كما شفقتهم على عباد الله وبلاد الله وهم المستثنون بقوله تعالى { إِلاَّ مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلاَحٍ بَيْنَ ٱلنَّاسِ } وبين ان ذلك لزيادة رغبته فى مشاهدة الله وشوقهم الى تجماله وهو تعالى وعدهم بتضاعف زيادة كراماتهم ودرجاتهم بقوله تعالى { وَمَن يَفْعَلْ ذٰلِكَ ٱبْتَغَآءَ مَرْضَاتِ ٱللَّهِ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْراً عَظِيماً } قيل فى تفسيره الاخير فى الاجتماعات الا ما يعود نفسه عليك او على اهل مجلسك وقيل الا من امر تصديق بنفسه بمعه عن اذى المسلمين وارتكاب المحار ومعروف قيل المعروف حث النفس على سبيل الرشاد.