التفاسير

< >
عرض

إِنَّ ٱللَّهَ لاَ يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ وَإِن تَكُ حَسَنَةً يُضَٰعِفْهَا وَيُؤْتِ مِن لَّدُنْهُ أَجْراً عَظِيماً
٤٠
-النساء

عرائس البيان في حقائق القرآن

{ إِنَّ ٱللَّهَ لاَ يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ } اخبر عن تنزيه نواله عن النقص على المحسنين وبشر فى تضاعيف الأية الذين يظنون ان اعمالهم الصالحة لا يقع موقع القبول ولا يجذرون ثوابها بانه تعالى يثيبهم على ذلك باحسن ما يحبون منه لان علمه تعالى ميحط بما كان وما سيكون لا يغرب عن علمه مثقال ذرة من العرش الى الثرى لا ينقص ثواب الصادقين وان كان اقل من ذره لانه خالق ذلك وكيف يخفى عليه ذلك وهذا اخبار عن كمال علمه وقدرته جميع المخلوقات وفيه اذا كان مسيئا فتاب هو تعالى ببدل سيئة حسنة فيكف وان كان محسنا فهو يقبل احسنة منه ويثيبه بها عشر امثالها وان يععطه جميع درجات الجنان بلا حسنة فهو اهل له لانه اهل التقوى اهل المغفرة والحسنة ههنا توحيد الله واذا كان اصدقا مخلصا فى ذلك فرجاته مضاعفة على درجات غيره من العامة ثم اخبر انه تعالى بتفضل على عبده الصادق بلا سبب من عند كرمه وجلاله ما لا يصحى عدده من نوال قربه ومشاهدته بقوله { وَيُؤْتِ مِن لَّدُنْهُ أَجْراً عَظِيماً } والاجر العظيم مشاهدته.