التفاسير

< >
عرض

فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِن كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَىٰ هَـٰؤُلاۤءِ شَهِيداً
٤١
-النساء

عرائس البيان في حقائق القرآن

اخبر تعالى عن مقام جلاله صلى الله عليه وسلم فى مشاهدته تعالى حيث شاهده جمهور الانبياء والصديقين وبين عن عظيم خوفه فى قلوب الجميع ووضع ههنا الرغبة والرهبة معالان العارف اذا قرب من البساط يغلب عليه التعظيم والاحلال والرغبة والرجاء لان شهود انوار قربه يقتضى تلك الحالتين اى كيف حالك فى روية القديم وانت لا انت وكيف حال هؤلاء عند بروز سطوات عظمتى وهم فى حدا الفناء فى روية كبريائى وكيف حال الانبياء والصديقين قبلك وقبل امتك فى ميادين عزتى وجلالى اذا كان حالك وحال امتك بهذه الصفة اى فيكف تشهد الشهداء والمشهودين عليهم حين ابرزت وجهى الكريم كيف تشهدون على الامة فى وجهى وكشف جمالى وكيف يقى الامة عند فناء الانبياء اما مقام الرهبة فها فان الله سبحانه بلا كشف بعض حواشى سرادق كبريائه للانبياء والصديقين وقع عليهم البهتة والتحيرو والفناء من عظمته وسطو عزته فلا يبقى احد منهم الا ان يكون مضمحلا فى نفسه فخاطب على وجه التعجب اى كيف يقومون بازاء كشف جمالى بنعت الرضا وانتم على شبه السكارى حباى من حلاوة لذى جمالى وفى الحديث المروى "ان النبى صلى الله عليه وسلم امر ابن مسعود ببعض قراءة القرأن عنده فقال يا رسول الله انزل عليك القران وانا اقرأ عندك فقال عليه السلام انا احب ان اسمعه من غيرى فقرأ ايها الناس الى قوله فكيف اذا جئنا من كل امة بشهيد وجئنا بك على هؤلاء شهيد فوضع النبى صلى الله عليه وسلم على ابن مسعود فقال الى ههنا وبكى بكاء شديد حتى اضطربت لحياه" وفى رواية انه عليه السلام صاح صيحة عند سماع هذه الاية وبين وحده عليه السلام هذين المنزلتين وايضا بين شرف نبينا صلى الله عليه وسلم وامته وشرف الانبياء واممهم والا لا يخفى عليه شئ من العرش الى الثرى قال بعضهم وجنئا من كل امة بولى وصديق وجنابك مصدقا لولا ياتيهم او مكذابا لها قال الله تعالى لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيدا.