التفاسير

< >
عرض

يَا أَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَقْرَبُواْ ٱلصَّلَٰوةَ وَأَنْتُمْ سُكَٰرَىٰ حَتَّىٰ تَعْلَمُواْ مَا تَقُولُونَ وَلاَ جُنُباً إِلاَّ عَابِرِي سَبِيلٍ حَتَّىٰ تَغْتَسِلُواْ وَإِنْ كُنْتُمْ مَّرْضَىٰ أَوْ عَلَىٰ سَفَرٍ أَوْ جَآءَ أَحَدٌ مِّنْكُمْ مِّن ٱلْغَآئِطِ أَوْ لَٰمَسْتُمُ ٱلنِّسَآءَ فَلَمْ تَجِدُواْ مَآءً فَتَيَمَّمُواْ صَعِيداً طَيِّباً فَٱمْسَحُواْ بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُمْ إِنَّ ٱللَّهَ كَانَ عَفُوّاً غَفُوراً
٤٣
-النساء

عرائس البيان في حقائق القرآن

{ يَا أَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَقْرَبُواْ ٱلصَّلاَةَ وَأَنْتُمْ سُكَارَىٰ حَتَّىٰ تَعْلَمُواْ مَا تَقُولُونَ } هذا خطاب لاهل العشق والمحبة والشوق الذين اسكرتهم انوار القدوسية وسبحات السبوحية وسطوات العظمة وشربات بحار الازلية ولطائف كشوفات القديمة وهم حيارى سكارى تنهونون فى نهية الاحوال تائهون فى مشاهد الجلال والجمال فغالب احوالهم العبرات والغلبات والزعفات والشهقات والهيجان والهيمان لا يعرفون الاوقات ولا يعلمون الليل من النهار والا النهار من الليل لايقدرون فى حال سكرهم اى ماتون على شرائط الصلاة من القيام والقراءة والركوع والسجود كهشام بن عبد ان وبهلول وسعدون وجميع عقلاء المجانين اى ايها العارفون بذاتى وصفاتى واسمائى ونعوتى السكارى من شراب محبتى وسلسبيل انسى وتسنيم قدمى وزنجبيل قربى وخمور عشقى وعقار مشاهدتى اذا كشفت لكم جمالى واوقعتكم فى مقام ربوبيتى فلا تكلفوا انفسكم امر صورة الظاهر لانكم فى جنان مشاهدتى وليس فى جنة جلالى تعبد حتى سكنتم فى سكركم وصرتم صاحين على نعت التميكن فان جنون العشق يرفع قلم التكليف عن مجنون محتبى فاذا تصلون وتقربون مقام البدايات على حدا الصحو وان كنتم مضظربين من خمار ذلك السكر لان السكران والصاحى يذهبان عن صورة العقل الى عالم العشق عند طلوع جلال عظمتى من مطالع قدمى فى عيون ابصار اسرارهم فعند ذلك بسوى حالهما

اذا طلع الصباح لنجم راح تساوى فيه سكران وصاحى

وكشف تعالى غمة ابهام المبطلين الذين يطعنون اشاراتنا لقلة افهامهم بها حيث قال لا تقربوا الصلوة وانتم سكارى ذكر القربة وما قال لا تصلوا وشرط فيها السكر والسكر خطرات والصحو وطنات واذا ابقى العقل الالهى فى اشراق انوار سلطان المشاهدة ذرة فينبغى ان يصلى ونودى حق الاوقات فان بضع مشائخنا لما حان عليهم وقت الصلاة وهم فى وجد حاله قاموا الى الصلوة ومريد وهم عدوا ركعاتهم وسجداتهم وركوعاتهم فاذا ساهوا على شئ ذكروهم ذلك وهذا من كمال ظرافتهم فى المعرفة وايضا خاطب اهل الغفلة وسكارث الجهل من شراب الهوى والشوة ان لا ياتوا الى مقام مناجاته وقربه ومشاهدته حتى تخرجوا منها فان الغافل لا يودى فرائضه على شرايط السنة قال الواسطى لا تقرب الى مواصلتى وانت منفصل عن جميع الاكوان وما فيها.