التفاسير

< >
عرض

وَمَن يُطِعِ ٱللَّهَ وَٱلرَّسُولَ فَأُوْلَـٰئِكَ مَعَ ٱلَّذِينَ أَنْعَمَ ٱللَّهُ عَلَيْهِم مِّنَ ٱلنَّبِيِّينَ وَٱلصِّدِّيقِينَ وَٱلشُّهَدَآءِ وَٱلصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَـٰئِكَ رَفِيقاً
٦٩
-النساء

عرائس البيان في حقائق القرآن

{ وَمَن يُطِعِ ٱللَّهَ وَٱلرَّسُولَ فَأُوْلَـٰئِكَ مَعَ ٱلَّذِينَ أَنْعَمَ ٱللَّهُ عَلَيْهِم مِّنَ ٱلنَّبِيِّينَ وَٱلصِّدِّيقِينَ وَٱلشُّهَدَآءِ وَٱلصَّالِحِينَ } انهم ان طاعة الله لا تحصل بحقائها الا بعد مشاهدة الله لان حقيقة الطاعة لا يكون الا من المحبة ولا يكون المحبة الا بعد الرؤية والمشاهدة اى من اطاع اله محبه الله فى رؤية الله لقوله عليه الصلاة والسلام تعبد الله كانك تراه وطاعة الرسول بمعرفة الرسول ومعرفة الرسول من معرفة الله اى بلغ طاعته الى هذا المراتب فهو اهل الله وهو شبيه انبيائه وشهدائه ورسله واوليائه ويكون فى الدنيا والاخرة رفيقهم وهذا معى قوله فاولئك مع الذين انعم الله عليهم من النبيين انعام الله على النيين مداناتهم ومشاهداتهم وعلومهم بذاته وصفاته تعالى واستشرافهم على خزائن ملكه وملكوته وانعامه على الصديقين اعطاؤهم سنى الكرامات وفتح ابصارهم بانوار الصفات وانعامه على اشهداء كشف جماله هلم درية لدمائهم وانعامه على الصالحين ابرار لطائف بره لهم ليالفوه بها ويستقيموا فى الحضرة بالخدمة قوله تعالى { وَحَسُنَ أُولَـٰئِكَ رَفِيقاً } معناه حسن مرافقتهم مع المطيع لله وحسن مرافقة الله مطيع الله لهم لقرب منازلهم ودنو مقاماتهم بعضهم بعضا لان المرافقة الا يحسن الا بموافقة المقامات والانيباء هم الذين سمعوا ابناء الله بسمع الخاص والصديقون هم الذين هم الله بسحن الرضا ومشاهدة نور البقاء والشهداء المقتلون بسيوف محبته فى معارك سطوات عظمته والصالحون هم الذين خرجوا من محن الامتحان وظفروا بنعمة الجنان والروح والريحان ويترؤون هلال تجمال الرحمن ولم يذكر المرسلين لانهم فى الغيب غائبون ومن غيب الغيب غائبون اوهم الله فى ستره لا يطلع علهيم احد من خلقه الا عند بروزهم من الحضرة قال فارس ادنى منازل الانبياء على مرابت الصديقين وادنى مانزل اصديقين على مراتب الشهداء وادنى منازل الشهداء على مراتب الصالحين والصالحون فى ميدان الشهداء والشهداء فى ميدان الصديقين الصديقون فى ميدان الانبياء والانبياء فى ميدان المرسلين.