التفاسير

< >
عرض

يَوْمَ يَجْمَعُ ٱللَّهُ ٱلرُّسُلَ فَيَقُولُ مَاذَآ أُجِبْتُمْ قَالُواْ لاَ عِلْمَ لَنَآ إِنَّكَ أَنتَ عَلاَّمُ ٱلْغُيُوبِ
١٠٩
-المائدة

عرائس البيان في حقائق القرآن

ان الله سبحانه اياما وساعات لظهور جبروته وكشف ملكوته وبروز انوار عزة قدمه وشروق بروق لمعات وحدانية ابديته وخص لها خطاب العظمة وسياسية السلطنة واظهرها لقواطب اهل جلاله ورؤية عظائم قدرته واجراء مشيئةه وهناك مجامر عطر صفاته وتذوع نفحة مسك سبحات ذاته قال اهل جلاله ورؤية عظئام قدرته واجراء مشيئته وهناك تفوح مجامر عطر صفاته وتذروع نفحة مسك سحبات ذاته قال سيد اهل الاشارة عليه الصلاة والسلام ان لربكم فى أيام درهركم لنفحات الا فترعضوا لها فلما اراد كشف الكلى واجراء خطاب الازلى بجمع اكابر اهل القرب من المرسلين والنبيين والملائكة والمقربين وذلك يوم القيامة يوم العرض الاكبر حيث تمتع العارفون بجمال الحق وجلاله وقربه ووصلاه والقيامة بلد احياء الله هناك يستانوسن به ابدا ويحولون على مراكب النور فى ميادين السر وهناك مقامات ففى مقام لهم بقاء وذلك من بسط الله بساط عطا فى المشاهدة وفى مقام لهم فناء وذلك من تراكم عساكر سطوات العظمة حيث يظهر رداء الكبرياء وازار العظمة فى ذلك المقام الحدثان وما فيها فى عزة القدم فيفنيهم ساعة بالجلال ويبقيهم ساعة بالجمال ويخاطبهم ساعة بالجمال ويخاطبهم ساعة باللطف وساعة القهر لتعرفهم طرائق كشوف الالوهية بنعت المباشر ومن ذلك الخطاب قوله لمن الملك اليوم له الواحد القهار وايضا قوله سبحانه يوم يجمع الله الرسل فيقول ماذا احببتم عرفهم بخاطبه معهم عجز العبودية فى الربوبية وفناء الحدث فى القدم عينانا بعد الخير خاطبهم بعد احاطته بجميع ذرات الكون وبعد علمه الشامل يجريان الحدثان من الازل الى الايد ومقصوده تعالى منزه من الجهل بشئ من العرش الى الثرى ومعنى قول سيد المرسلين لا علم نا بما تريده منا وبما تريد منهم ولا علم لنا بما اجريت فى الازل علينا ولا علم لنا بما فى انفسنا فضلا بما فى نفسك ولا علم لنا الا علما مخلوقا مستفاد من علمك وتعليمك ايانا واذا بهتوا تاهوا وتحيروا وتلاشو فى كشف عظمته طاشت اشباحهم وطابت ارواحهم ولم يطليقوا ان يتكلموا بما فى ضمائرهم من صولة الخطاب وايضا استحيوا من اظهاره ما اجابهم قومهم عند جلاله وعظمته وايضا اى لا علم نا فيما وضعت فى اسرارهم فانك تعلم الغيب وذلك قوله انك انت علام الغيوب قال الواسطى ظهر ما منه اليهم كلهم من تحلية فقالوا كيف يقول فعلت الامم اوفعلنا عندها كلت الانس الا عن العبادة عن الحقيقة وقال خاطبهم لعلمه بانهم يحملون ثقل الخطاب واشد ما ورد على الانبياء فى ثبوتهم حمل الخطاب على المشاهدة لذلك لم يظهروا الجواب ولم ينطقوا بالجواب الا على لسان العجز لا علم لنا مع ما كشفت لنا من جبروتك وقالا لجنيد رفق بهم فلم يفقهوا ولو فققهوا وعلموا لما تواهيبة لورود جواب الخطاب قال ابن عطا لا علم لنا بسوالك ولا جواب لنا عنه قال بعضهم لما ظهر عليهم الحق بعلمه وسبقه ثم سالهم حجدا واعلومهم ونسوها فى قوله يوم يجمع الله الرسل الى قوله لا علم لنا وذلك من اقامة الاداب لا جهلا بما اجابوا قال محمد بن فضل لا علم لنا اى لا علم لنا بجواب ما يصلح لهذا السؤال.