التفاسير

< >
عرض

وَٱتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ ٱبْنَيْ ءَادَمَ بِٱلْحَقِّ إِذْ قَرَّبَا قُرْبَاناً فَتُقُبِّلَ مِن أَحَدِهِمَا وَلَمْ يُتَقَبَّلْ مِنَ ٱلآخَرِ قَالَ لأَقْتُلَنَّكَ قَالَ إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ ٱللَّهُ مِنَ ٱلْمُتَّقِينَ
٢٧
-المائدة

عرائس البيان في حقائق القرآن

قوله تعالى { إِذْ قَرَّبَا قُرْبَاناً فَتُقُبِّلَ مِن أَحَدِهِمَا وَلَمْ يُتَقَبَّلْ مِنَ ٱلآخَرِ قَالَ لأَقْتُلَنَّكَ } من لم يسبق له فى الازل عناية الله صار اسحانه اساءة وطاعته تؤول الال المعصية كما قيل من يكن للوصال اهلا فكل احسانه ذنوب قرب هابيل بقربان نفسه لله وقرب قابيل لحظ نفسه بغيا وحسدا على امر كان مشرفا بتائيد الله فلا جرم حاله كان يؤول الال الظلم الا كبر بقلوه لاقتلنك قال ممشاد الدنيورى كان معصية ادم من الحرص معصية ابليس من الكبر ومعصية ابن أدم من الحسد والحرص يوجب الحرمان والكبر يوجب الاهانة والحسد يوجب الخذلان قوله تعالى { إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ ٱللَّهُ مِنَ ٱلْمُتَّقِينَ } عرفه مكان سبق العنياة وسبق الخذلان الا انما يتقبل الله القربان ممن اتقاه فى الازل مما سواه اى انما يتقبل من الذين يخافون عظمته بعد اخلاصهم فى طاعته هل يقبل ام لا والمتقى والمتجرد فى التحوحيد بالموحد من غير الموحد قال سهل التقوى ولاخلاص محلا القبول لاعمال الجوارح وقال ابن عطا المخلصين فيما يقولون ويعلمون قال السلامى القرابين مختلفة واقرب القرابين ما وعد الله تعالى بقبوله ووعده الصدق وهو الذكر فى السجود لانه محل القربة قال الله واسجدوا واقترب عن على بن موسى الرضا عن ابيه عن جعفر علهيم السلام قال التقوى فى الاحوال والاحوال فى الافعال كالروح فى الابدان والافعال اذا فارقها الاحوال فهى جيفة ميتة والتقوى على اربعة اوجه من الرياء والعجب ورؤية النفس وان يخطر بعده غير الله عز وجل.