التفاسير

< >
عرض

إِنَّآ أَنزَلْنَا ٱلتَّوْرَاةَ فِيهَا هُدًى وَنُورٌ يَحْكُمُ بِهَا ٱلنَّبِيُّونَ ٱلَّذِينَ أَسْلَمُواْ لِلَّذِينَ هَادُواْ وَٱلرَّبَّانِيُّونَ وَٱلأَحْبَارُ بِمَا ٱسْتُحْفِظُواْ مِن كِتَابِ ٱللَّهِ وَكَانُواْ عَلَيْهِ شُهَدَآءَ فَلاَ تَخْشَوُاْ ٱلنَّاسَ وَٱخْشَوْنِ وَلاَ تَشْتَرُواْ بِآيَاتِي ثَمَناً قَلِيلاً وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَآ أَنزَلَ ٱللَّهُ فَأُوْلَـٰئِكَ هُمُ ٱلْكَافِرُونَ
٤٤
-المائدة

عرائس البيان في حقائق القرآن

{ وَٱلرَّبَّانِيُّونَ وَٱلأَحْبَارُ } الربانى الذى --- الرب بالمعرفة والمحبة التوحيد فاذا وصل الى الحق بهذه المراتب والاستقام فى شهوده جلاله وجماله-- صفا بصفات الله حاملا انوار ذاته فاذا فنى عن نفسه وبقى بربه صادر ربانيا ومثله الحديد فى النار --- فى النار كان مستعد لقبول النار ولم يكن نار فاذا وصل الى النار واحمر صار ناريا هكذا شان العارف --- بتجلى الرب صار رباينا روحانيا نورانيا ملكوتيا جبروتيا كلامه من الرب الى الرب مع الرب --- عشاق الله واحباؤه الحاضرون بين يديه المكاشفون وجه الله سبحانه والاحبار الذين يسمعون -- من الله بلا واسطة المفرقون بين الحق والباطل بنور الله قيل الربانيون الراجعون الى الرب فى جميع --- الاحبار العلماء بالله وبأياته وقيل الربانيون العلماء بالله والاحبار العلماء باحكام الله وقال ابن طاهر --- هم الصحابة الذين اخذوا كلام الرب عن السفير الا على الواسطة الادنى والاحبار علماء الامة العاملون قوله تعالى { وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَآ أَنزَلَ ٱللَّهُ فَأُوْلَـٰئِكَ هُمُ ٱلْكَافِرُونَ } العارف --- من الله جميع انفساه وحركاته تنزل على قلبه من الله وحى الالهام وربما يخاطبه بنفسه ويكلمه --- يحدثه بحديثه كقوله عليه السلام ان فى امتى محدثين ومكلمين وان عمر منهم ناذلكم يحكم بما انزل الله على قلبه بان يخرجها من الشك الى اليقين ومن الظلمة الى النور من المخالفة الى المتابعة --- --- الصدق ومن الشرك الى التوحيد ومن الظلم الى العدل ومن العصيان الى الطاعة يكون موصوفا ----- الايات الثالثة كفر انعام الله الذى هو مقام الخطاب وظلم بانه لم يضع علمه على علمه وفسق عن مراد الله الى --- قال بعضهم من لم يحكم الناس كحكمة على نفسه وقد كفر نعم الله عنده وجحد سنى مواهبه لديه فظلم --- ذلك وقيل من لم يحكم خواطر الحق على قلبه كان محجوبا من المبعدين.