التفاسير

< >
عرض

فَإِن كَذَّبُوكَ فَقُلْ رَّبُّكُمْ ذُو رَحْمَةٍ وَاسِعَةٍ وَلاَ يُرَدُّ بَأْسُهُ عَنِ ٱلْقَوْمِ ٱلْمُجْرِمِينَ
١٤٧
-الأنعام

عرائس البيان في حقائق القرآن

قوله تعالى { فَإِن كَذَّبُوكَ فَقُلْ رَّبُّكُمْ ذُو رَحْمَةٍ } فيه تسلى قلب نبيه صلى الله عليه وأله وسلم واطماعه من الله سبحانه فى ارجاع من سبق له فى الازل حسن عنايته الى باب كرمه وعفوه وان كان فى صورة الامتحان اى هو واسع الرحمة على الاكوان واهلها يحتمل جفاء المدبرين ويواسيهم بما يصلح لا بذاتهم من المعاش وتقبل على المتقبلين فيربى قلوبهم بلطائف خطابه وانوار جماله وايضا رغب الجمهور على ما هم فيه الى سواحل بحار لطفه وساحة جلال كرمه سوقا منه الى وصول مصنوعات من الارواح والاشباح اليه وفيه موساة قلب نبيه صلى الله عليه وأله وسلم اى فان حفوك فقل ربكم ذو رحمة واسعة بتخليصى وتخليص اوليائه عن جوار كما الى جواره الكريم قال سهل قيل للنبى صلى الله عليه وأله وسلم من اعرض عنك فرغبة فى ذاته من غرب فينا ففيك رغب لا غير قال الله فان كذبوك فقل ربكم ذو رحمة واسعة اطعمهم فى الرحمة ولا تقطع قلبك عنهم قال الاستاد الاشارة فيه بيان تخصيصه الاولياء بالرحمة وتخصيص الاعداء بالطرد واللعنة فالصورة الانسانية جامعة لهم والقسمة الازلية فاصلة بينهم.