التفاسير

< >
عرض

بَلْ بَدَا لَهُمْ مَّا كَانُواْ يُخْفُونَ مِن قَبْلُ وَلَوْ رُدُّواْ لَعَادُواْ لِمَا نُهُواْ عَنْهُ وَإِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ
٢٨
-الأنعام

عرائس البيان في حقائق القرآن

{ بَلْ بَدَا لَهُمْ مَّا كَانُواْ يُخْفُونَ مِن قَبْلُ } القوم لم يعرفوا حقائق الكفر فى الدنيا ولو عرفوه لكانوا موحدين فيظهر لهم يوم القيامة حقيقة الكفر ولا ينفع لهم ذلك لفوتهم السير فى النكرات التى معرفتها يوجب المعارف وذلك المقام فى اماكمن صدروهم وهم كانوا يخفونه بمتابعة صورة الكفر وشهوة العصيان بغير اختيار هم لقلة عرفانهم به ولا يكون قلب من العرش الى الثرى ولا يطرقه هواتف الغيب بالهام الله الذى يعرف به طرق رضى الحق وصاحبه يعلم ذلك ويسمع ويخفيه فى قلبه لانه ادق من الشعرة وحركته اخفى من دبيب النمل ومع ذلك يعرفه من نفسه ولكن من غلبة شهوات نفسه عليه لا يتيح خطاب الله بالسر فايدا الله لهم ما كانوا يخفونه تعبير لهم وحجة عليهم قيل ظهر لهم من غيوب اسرارهم بما كانوا يخفيه عنهم قلة علمهم وقال ابو العباس الدينورىرحمه الله ابدا لهم الحق فاسد دعاويهم الذين كانوا يخفونها ويظهرون للناس خلافها من التقشف والتقوى صدق الشيخ وصف بها اهل السالوس فى الدنيا فبدا لهم قبح بواطنهم عند صدور العارفين واكابر الموحدين ويقولون الرزق والناموس من قلة معرفتهمبربهم وقلت معرفتهم بافتضاحهم عند مشائخ القوم قال تعالى { وَلَوْ رُدُّواْ لَعَادُواْ لِمَا نُهُواْ عَنْهُ وَإِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ }.