التفاسير

< >
عرض

قُل لاَّ أَقُولُ لَكُمْ عِندِي خَزَآئِنُ ٱللَّهِ وَلاۤ أَعْلَمُ ٱلْغَيْبَ وَلاۤ أَقُولُ لَكُمْ إِنِّي مَلَكٌ إِنْ أَتَّبِعُ إِلاَّ مَا يُوحَىٰ إِلَيَّ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي ٱلأَعْمَىٰ وَٱلْبَصِيرُ أَفَلاَ تَتَفَكَّرُونَ
٥٠
-الأنعام

عرائس البيان في حقائق القرآن

قوله تعالى { قُلْ هَلْ يَسْتَوِي ٱلأَعْمَىٰ وَٱلْبَصِيرُ أَفَلاَ تَتَفَكَّرُونَ } اى هل يستوى الاعمى عن النظر الى غير الذى لم يبق له عين من نفسه الا من عيونى والبصر بنور ملكى وملكوتى افلا تتفكرون بين الفانى والباقى على وفيه شرف المصطفى صلوات الله عليه وأله حين تجرد فى العبودية وتفريد التوحيد بنفى الانانية عن نفسه واسقطاه الحدث عن ساحة القدم حين امر قوله تعالى { قُل لاَّ أَقُولُ لَكُمْ عِندِي خَزَآئِنُ ٱللَّهِ } ونزه نبوته عن التكلف فى اقتباس علم الغيب بالحد والسعى بقوله تعالى { وَلاۤ أَعْلَمُ ٱلْغَيْب } وتواضع حين اقام نفسه مقام الانسانية بعد ان كان اشرف خلق الله منا لعرش الى الثرى واظهر من الكروبيين والروحانيين على باب سبحانه خضوعا لجبروته وخشوعا فى ابواب ملكوته قوله تعالى { وَلاۤ أَقُولُ لَكُمْ إِنِّي مَلَكٌ } ولي لى اختيار فى نبوتى { إِنْ أَتَّبِعُ إِلاَّ مَا يُوحَىٰ إِلَيَّ } من هذا وصفه بعد كونه بصير بنور اله ورأه به كالذى اعمى عن رية احطته بكل ذرة من العرش الى الثرى افلا تتكفرون ان من ولد من العدم بصير بنور القدم ليس كمن ولد من العدم اعمى عن روية عظمته وجلاله قال بعضهم الاعمى من عمى عن طريق رشده والقائم مع عبادته والبصير الناظر الى ممن الحق عليه وحسن توليته له افلا تتفكرون فى اختىف السبيلين وتبائن المذهبين قال الاستاد هل يتشاكل الضؤ والظلام وهل يتماثل الجحد والتوحيد كلا ان يكون كذلك.