التفاسير

< >
عرض

وَلَوْ جَعَلْنَٰهُ مَلَكاً لَّجَعَلْنَٰهُ رَجُلاً وَلَلَبَسْنَا عَلَيْهِم مَّا يَلْبِسُونَ
٩
وَلَقَدِ ٱسْتُهْزِىءَ بِرُسُلٍ مِّن قَبْلِكَ فَحَاقَ بِٱلَّذِينَ سَخِرُواْ مِنْهُمْ مَّا كَانُواْ بِهِ يَسْتَهْزِءُونَ
١٠
-الأنعام

عرائس البيان في حقائق القرآن

{ وَلَلَبَسْنَا عَلَيْهِم مَّا يَلْبِسُونَ } طلبوا رؤية الملائكة عيانا واليسوا هم اهل ذلك ولو كانوا اهل الحقيقة لراوا فى وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم وأله وسلم ما لم يكن فى وجوه اهل الملكوت من سنا اشراق صفات نور الازل لانه كأن مشكوة نور الذات والصفات لقوله سحبانه الله نور السموات والارض مثل نوره كمشكوة فيما مصباح ولكن كيف يرون ذلك وهم عيان فى ظلمات ظلال القهريات قال تعالى ينظرون اليك وهم لا يبصرون والاشارة فى قوله تعالى ولو جعله ملكا لجعلنه رجلا ان المريدين لم يروا اهل الملكوت الا بالمثال لحسية لانهم فى ضعف عن رؤية ماهيتها ولو يرون الملك ولم يروا الا فى صورة الادمى الذى موقع الالتباس واللبسنا عليهم معناه اريناهم روية اهل الغيب فى لباس الانسانى بغير وقوفهم على صفات الروحانى لانهم اهل التلبيس فى المعاملات حيث وقعوا ورطة الفترة ويدعون مقام اهل الاستقامة واصل البيان فى ذلك اى خلطنا عليهم ما خلطون حتى يعلموا سبيل خداعهم كما يريدون ويرجع كيدهم على اعنقاهم ويسيرون فى ظلمات التردد ولا يعلمون نكابة كيدهم عند الاولياء والصديقين وفى اشارة اهل الحقيقة ان مقام الخداع والمكر فى العشق والمحبة يكون من شركهم فى العشق حيث يطلبون المراد بنعت الاستراحة وهو سبحانه يجازيهم بظهور صفاته فى نعوت افعاله لهم وهذا معنى قوله تعالى وللبسنا عليهم ما يلبسون قال الواسطى يلتبس على اهل ولايته بحضرته كما انزل فى بعض الكتب يعنى ما يتحمل المتحملون مراحل طلب مرضاتى اترانى انسى لهم ذلك كيف وانا الجواد الكريم اقبل على من قولى عنى فكيف يمن اقبل على قوله تعالى { وَلَقَدِ ٱسْتُهْزِىءَ بِرُسُلٍ مِّن قَبْلِكَ } هذا تسلية للنبى صلى الله عليه وسلم اخبر عن الجهلة لما لم يعرفوا اهل مشاهدته وخواص حضرته ولم ينظروا اليهم بعين الحق فعموا عن الانوار والمشاهدات والرفع من المعاملات.