التفاسير

< >
عرض

وَمَا قَدَرُواْ ٱللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ إِذْ قَالُواْ مَآ أَنزَلَ ٱللَّهُ عَلَىٰ بَشَرٍ مِّن شَيْءٍ قُلْ مَنْ أَنزَلَ ٱلْكِتَٰبَ ٱلَّذِي جَآءَ بِهِ مُوسَىٰ نُوراً وَهُدًى لِّلنَّاسِ تَجْعَلُونَهُ قَرَاطِيسَ تُبْدُونَهَا وَتُخْفُونَ كَثِيراً وَعُلِّمْتُمْ مَّا لَمْ تَعْلَمُوۤاْ أَنتُمْ وَلاَ ءَابَآؤُكُمْ قُلِ ٱللَّهُ ثُمَّ ذَرْهُمْ فِي خَوْضِهِمْ يَلْعَبُونَ
٩١
-الأنعام

عرائس البيان في حقائق القرآن

قوله تعالى { وَمَا قَدَرُواْ ٱللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ } قطع الله بهذه الأية اطماع الحدثان عن ارداك كنه قدمه وغرة ازليته لان الحدثان لا يبقى اثرها فى جمال سطواته عزة الرحمن كيف تعرف قدرته من لا يعرفه وكيف يعرفه من لا يعرف نفسه وكيف يعرف نفسه من لا يكون خالق نفسه وكيف يكون خالق نفسه والازلية منزهة عن الاضداد والانداد لان سطوات عظمته لا يبقى للحدثان اثرا فى ساحة كبريائه عرف دقرره بنفسه لا غير عرف قدره بطنان الالوهية لا يدرك لانه غير متناهية فى العقول غير محدودة فى القلوب غير معروفة بالحلول فى الاماكن والازمنة قال الحسين كيف يرعف احد حق قدرته وهو يقدره يريد ان يقدر قدره واوصاف الحدثان اثر يقع من اوصفا القدرم وقال بعضهم ما عرفوا حق قدره لو عرفوا ذلك لذابت ارواحهم عند كل وارد يرد عليهم من صنعه قوله تعالى { قُلِ ٱللَّهُ ثُمَّ ذَرْهُمْ } اى اذا وقع اسرار الواصلين فى اودية الالوهية وتحيرت ارواحهم فى هواءالهوية وفنيت عقولهم فى سطوات القدرة وذابت اشباحهم فى طوارق تجلى المشاهدة وما عرفوا مسالك ما يريد عليهم من واردات تجلى الجمال والجلال ويسالونك بنعت الدهش والهمان اليس بناوين وقعنا قل بلسان داء المحبة اله اى ما وقعتم فيه فهو بحر ازل الله وقعتم بالله فى الله واذا سالوك اهل وقائع ظلمات القهر التى حيرتهم فى وداى الضلال من اين هذا وقع علينا فعل الله اوقعكم فيه ليس الولاية بالمجاهدة وليس الضلالة بالعلمة ثم ذرهم طائفين واشتغل بى فان مزاحمة الحدثان لا يليق بقلب فيه الرحكمن وايضا قل بسانك الله ولا تقل بلسان سرك فان الاشتغال بالذكر عن المذكور حجاب وايضا اذا فرغت من تبليغ الرسالة توجه الى الله مما سوى الله وقل الله حيث لم يكن ثم ذر الاكوان والحدثان بعد قولك الله ليوافق لسان الظاهر سريره الباطن فى المحبة قال بعضهم دعا خواصه بهذه الاية الى الانقطاع من كشف ما له الى الشكف عما به وقيل قل الله اشارة الى جريان السر قل الله فى سرك وذر ما فى لسانك حتى ان رجلا سال الشبلى وقال يا ابا بكر لم تقول الله ولا تقول لا اله الا الله فقال الشبلى انفى به ضدا فقال زدا على من ذلك يا ابا بكر فقال الشبلى لا تجرى لسانى بكلمة الجحود فقال دزا على من ذلك فقال اخشى الله ان اوخذ فى وحشة الجحد فقال زدا على من ذلك فقال قل الله ثم ذرهم فزعق الرجل وخرجت روحه فتلعق اولياء الرجل بالشبلى وادعوا عليه دمه بحملوه الى الخليفة فخرجت الرسالة الى الشبلى من عند الخيفة بساله عن دعواه فقال الشبلى روح حنت فرنت فدعيت فاجابت فما ذنبى فصاح الخليفة ومن وراء الحجاب خلوه لا ذنب به.