التفاسير

< >
عرض

وَمَا وَجَدْنَا لأَكْثَرِهِم مِّنْ عَهْدٍ وَإِن وَجَدْنَآ أَكْثَرَهُمْ لَفَاسِقِينَ
١٠٢
-الأعراف

عرائس البيان في حقائق القرآن

كان هذه الأية انزلت فى شاننا مع هؤلاء البطالين الذين سلكوا الطريقة واخطوا بما وجدوا فيها من الجاه والمال ونقضوا عهد الارادة واشتغلوا بالرسالة وخانوا فى الطريقة وانكروا على المشائخ اعمى الله قلوبهم ما اشد انكارهم على اهل الحق وما اشد خروجهم عن طريق الحق جمعهم الله فى الاستدراج وطردتهم عن انوار المنهاج كانه تعالى عاتب الجمهور حيث لم يفوا عهد الازل حيث وقف الكل على ما وجدوا وهكذا شان ما التف فى مشاهدة المحبوب الى غير المحبوب ولكن هم معذورون لان الحدثان لا يستثقل اثقال محامل الكبرياء وبطايا القدم والبقاء فى اودية الفناء قال الجنيد احسن العباد حالا من وقف مع الله على حفظ الحدود والوفاء بالعهود قال الله تعالى وما وجدنا الا كثرهم من عهد قال الاستاد نجم فى العذر رطارقهم واقل من سماء الوفاء شارقهم فعدم اكثرهم رعاية العهد وحق لهم من الحق قسمة الرد والصد ويقال شكا عن اكثرهم الى اقلهم فالاكثرون من رده القسمة والاقلون من قبلتهم الوصلة.