التفاسير

< >
عرض

فَأَلْقَىٰ عَصَاهُ فَإِذَا هِيَ ثُعْبَانٌ مُّبِينٌ
١٠٧
وَنَزَعَ يَدَهُ فَإِذَا هِيَ بَيْضَآءُ لِلنَّاظِرِينَ
١٠٨
-الأعراف

عرائس البيان في حقائق القرآن

قوله تعالى { فَأَلْقَىٰ عَصَاهُ فَإِذَا هِيَ ثُعْبَانٌ مُّبِينٌ } { وَنَزَعَ يَدَهُ فَإِذَا هِيَ بَيْضَآءُ لِلنَّاظِرِينَ } ظهر سبحانه بصفات الفعلى عن العصا والبسها بعد قلبها لباس فعل العظمة لتخويف الكفرة وهرب السحرة واكل المخاييل وظهر بنور الصفة من يد موسى لفتح ابصار الايقان والايمان بانوار صفته فى اظهار البرهان لان الجماد محل تصرف فعل العام من طريق الامر القائم به الحيوان محل تصرف فعل الخاص القائم بالصفة لانه معدن ارواح الطباعية والانسان محل تصرف الصفة القائمة بذاته الازلى لانه اشرف المواضع من العرش الى الثرى لمحله من العقل القدسى والقلب الملكوتى والروح القدسية ظهر بالفعل عن العصا للعموم وظهر بالصفة عن موسى للخصوص وعرف موسى عجزه فى قدرته حيث انقلب عصاه بغير اختياره وخرجت يده نوارنية بغير اختيار وكان ذلك اعظم فى صدق معجزته حيث الا اختيار فيه.