التفاسير

< >
عرض

فَوَقَعَ ٱلْحَقُّ وَبَطَلَ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ
١١٨
فَغُلِبُواْ هُنَالِكَ وَٱنقَلَبُواْ صَاغِرِينَ
١١٩
-الأعراف

عرائس البيان في حقائق القرآن

قوله تعالى { فَوَقَعَ ٱلْحَقُّ وَبَطَلَ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ } السحر الحقيقى من عالم الفعل بواسطة الكسب البشرى والمعجزة من عالم القدرة القدمية ولما ظهرت الصفة تلاشت معالم الاكتساب وغابت تواثير الفعلية قال السوسى اظهر الحق لطيفة من صنعه فى خشية عجز السحرة عنها وجعلها سببا لنجاتهم فقال وقع الحق باظهار القدرة فى جماد وبطل ما كانوا يعملون من الاباطيل ولما ظهر قهر القدم بلباس العظمة من عصا موسى انهزموا من سطوات العظمة وياليتهم لو ثبتوا وراو مشاهدة جلاله من لباس عظمته الذى تجلى من العصا يكون حالهم كحال السحرة لكن غابوا فى بحر ضلال الازل ولم يوفقوا بما وفق السحرة عند ما كوشف لهم وجه جلال القدم فراوه بلا حجاب قالقوا انفسهم بنعت الاذعان له عشاق ومحبة وشوقا الى تلك المشاهدة بما اخبر الله عن شانهم بقوله { فَغُلِبُواْ هُنَالِكَ وَٱنقَلَبُواْ صَاغِرِينَ } { وَأُلْقِيَ ٱلسَّحَرَةُ سَاجِدِينَ } اى صدقنا ما اخبر لنا بلسان موسى وهارون وشاهدنا مشاهدته عيانا بحيث لم يبق فينا معارضة الانسانية وخطرات الشيطانية قال الواسطى ادركهم سابق ما جرى لهم فى الازل من السعادة فاظهر منهم السجود وقال جعفر وجدوا نسيم رياح العناية القديمة بهم فالتجاء والى السجود شكر وقالوا امنا برب العالمين وقال ابو سعيد القرشى نازع موسى مع فرعون طول عمره وقد على الله انه ليس من اهل الاسلام ولكن منازعة موسى مع فرعون كانت سبب نجاة السحرة حتى قالوا أمنا برب العالمين رب موسى وهارون.