التفاسير

< >
عرض

وَٱتَّخَذَ قَوْمُ مُوسَىٰ مِن بَعْدِهِ مِنْ حُلِيِّهِمْ عِجْلاً جَسَداً لَّهُ خُوَارٌ أَلَمْ يَرَوْاْ أَنَّهُ لاَ يُكَلِّمُهُمْ وَلاَ يَهْدِيهِمْ سَبِيلاً ٱتَّخَذُوهُ وَكَانُواْ ظَالِمِينَ
١٤٨
-الأعراف

عرائس البيان في حقائق القرآن

{ وَٱتَّخَذَ قَوْمُ مُوسَىٰ مِن بَعْدِهِ مِنْ حُلِيِّهِمْ عِجْلاً جَسَداً لَّهُ خُوَارٌ } كان القوم فى طلب الحق غلب عليهم رعونات الطبيعة من جهة ماشموا بعض روائح القرب فصار فى قلوبهم حلاوة فباشرت تلك الحلاوة قلوبهم ولم يكن غالبا يفنى صفات الانساينة منها فاختلط ذلك الحظ بحظوظ البشرية فلما هاجت حلاوة البشرية غابت حلاوة القرب وعشقه فى عشق الانساينة وحظ البشرية فطلبت القلوب بعد ذلك فى كل منظور من الحدثان على صورة المخائيل لان حظوظ بشريتهم اورثت فى قلوبهم الخيالات المختلفة فسقطوا عن رؤية التوحيد وافراد القدم عن الحدوث وبقوا فى طلب الخيال وبحثه عن كل شئ فكل متحرك يتحرك لهم قبلوه بالمعبود من قصورهم عن كمال العشق وحقائق التوحيد فكسى الحق سبحانه العجل كسوة من قهر ربوبيته امتحانا للقوم فرقعوا فى حسن اللباس واحتمشوه واحتجبوا من رؤية القهر والامتحان ولو خرجوا من اوائل الالتباس لا حرقوه كما احرقه موسى عليه السلام وكذا حال من لم يبلغ الى درجة التوحيد بوقى فى رعونة العشق حتى يوول حاله الى حدغار عليه التوحيد والجاه الى القتل لانه بقى فى رؤية غير الله المشرك فى التوحيد وجب قتله فى طريق المعرفة الا ترى ان الله سبحانه امرهم بقتل انفسهم بقوله فتوبوا الى بارئكم فاقتلوا افنسكم قال سهل عجل كل انسان ما اقبل عليه واعرض به عن الله من اهل وولد لا يتخلص من ذلك الا بعد فناء جميع حظوظه من اسبابه كما لم يتخلص عبده العجل من غاره الا من عبد قتلهم انفسهم وقال الاستاد لم يظهر قلوبهم فى ابتداء احوالهم عن توهم الظنون ولم يتحققوا بخصائص القدم وشروط الحدوث فعثروا عن اقدام ذكرهم فى وهاد المغاليط ويقال ابن اقوام رضوا بالعجل ان يكون معبودهم شمت اسرارهم نسيم التويحد هيات لا ولا من لاحظ جبرئيل وميكائيل او العرش والثى اى الخلق والورى.