التفاسير

< >
عرض

إِنَّ وَلِيِّـيَ ٱللَّهُ ٱلَّذِي نَزَّلَ ٱلْكِتَابَ وَهُوَ يَتَوَلَّى ٱلصَّالِحِينَ
١٩٦
-الأعراف

عرائس البيان في حقائق القرآن

اثبت محبة الازلية ورعاية الابدية لحبيبه عليه السلام فى هذه الأية تولاه بعين الازل ورعاه بكفاية الابدية ونزل عليه من بحار خطابه قطرات وبل جواهر كلامه الا بدى الازلى وبين انه تعالى كما الحق الى نفسه تولية حبيبه فايض الحق الى نفسه تولية الصديقين ومحافظته للعارفين يتولى الانبياء بنقاب انوار الذات يتولى الاولياء بجوف انوار الصفات يتولى العالمين بقوام انوار الافعال فالعموم فى نور الأيات معصمون عن الزلات والخصوص فى نور الصفات معصومين عن الخطرات وخصوص الخصوص فى انوار الذات معصومين عن المكر والقهريات قال بعضهم لاحظ الاولياء بعين اللطيف ولاحظ العباد بعين البر ولاحظ الانبياء بعين التولى قيل فى قوله الصالحين عن دعوته البشرية توليا واصلح الخواص بصحة المقصود والافراد بلاخلاص المعبود واصلح العوام بصحة الاوقات وسئل عن جعفر عن الحكمة فى قوله وهو يتولى الصالحين ونحن نعلم انه يتولى العالمين فقال التولية على وجهين تولية اقامة ابدا تولية عناية الاقامة الحق وقال الواسطة يتولى الصالحين بالكفاية ويتولى الفاسقين بالغواية وقال ايضا اصلح الايمة باصلاح سرائرهم عن دعوة البشرية توليا واصلح الخاصة بصحة المقصود واصلح العامة بالاثبات وقال الاستاد من قام بحق الله تولى الله اموره على وجه الكفاية فلا يعوجه الى امثاله ولا يدع شيئا من احواله الا اجراه على ما يريد بحسن افضاله فان لم يفضل ما يريده جعل العبد راضيا بما يفعله وروح الرضاء على الاسرار تم من راحة العطاء على القلوب.