التفاسير

< >
عرض

وَنَادَىٰ أَصْحَابُ ٱلنَّارِ أَصْحَابَ ٱلْجَنَّةِ أَنْ أَفِيضُواْ عَلَيْنَا مِنَ ٱلْمَآءِ أَوْ مِمَّا رَزَقَكُمُ ٱللَّهُ قَالُوۤاْ إِنَّ ٱللَّهَ حَرَّمَهُمَا عَلَى ٱلْكَافِرِينَ
٥٠
-الأعراف

عرائس البيان في حقائق القرآن

{ وَنَادَىٰ أَصْحَابُ ٱلنَّارِ أَصْحَابَ ٱلْجَنَّةِ أَنْ أَفِيضُواْ عَلَيْنَا مِنَ ٱلْمَآءِ أَوْ مِمَّا رَزَقَكُمُ } ان من لطف الله وكرمه على خلقه ان رفع الحجاب من الجنة لاهل النار حتى يحتملوا الام العذاب رؤية الجنان واهلها وهذا من الطافه الخفية الا ترى الى عاشق ينظر الى وجه معشوقة وهو فى وسط الثلج والزمهرير فلا يجدا لامة لما وجد من حلاوة مشاهدة معشوقه اذكر شان صويحايات يوسف عليه السلام كيف قطعن ايديهن فى مشاهدة يوسف وما شعرن فى مشاهدته الام القطع سمعت ان بعضا من المشايخ مضى اى مسجده بقرب داره بين المغرب والعشاء وكان ينزل الثلج فراى شابا تحت منظر يتكلم مع مشعوقه على لامنظر وهما غائبان فى حديثهما عن رؤية الشيخ حتى صلى ورجع فلما حان وقت الصبح ومضى الى قربهما فراهما واقفين بين الثلج والثلج بلغ الى وسطها ومع شيخ سراج فقالت المعشوقة لعاشقها مريا حبيبى فان الشيخ يمضو الى صلاة العمة وانشد فى هذا المعنى

شهور نيفضين وما شعرنا بانصاف لهن ولا سرارى

فصاح الشيخ صيحة وحر مغشيا عليه ثم قال بعد ذلك وتارة وفرق فميص وقال واويلاه ان أدميين لما يعلما فى عشقهم ومشاهدتهما العتمة من الصباح ولم يشعر الام الثلج فى البردى وانا ادعى حب خالق اخلق واكون بهذه الصفة غافلا انشد الجلاج فى بلايد فى رؤية مبليه

وحرمه الود الذى لم يكن يطمع فى افساده الدهر
ما نالنى عند نزول البلاء بوس ولا مسنى الضر

وقولهم افيضوا علينا منا لماء لان الماء ضد النار اى يا اهل القدرة فى الحضرة افيضوا علينا من مياه الشفقة وما رزقكم الله من مقام الشفاعة مع استغنائه عن تعذيبهم وقدرته على ان يعطيهم ما يريدون ولكن قهر الربوبية وعز الاحدية وانه فعال لما يريد وكما لم يرزقهم اليوم من عرفانه ذرة لا يسقيهم غدا فى تلك الاحوال قطرة فى معناه انشدوا

واقسمن لا يسقينا الدهر شربهوول زخرت من ارضهن بحور

وقال انما الماء ليبكوا به لانه نفدت دموعهم كما قال قائلهم

يا نازحا ترحت دمعى قطيعته هب لى من الدمع ما ابكى عليك به