التفاسير

< >
عرض

وَٱلَّذِينَ آمَنُواْ مِن بَعْدُ وَهَاجَرُواْ وَجَاهَدُواْ مَعَكُمْ فَأُوْلَـٰئِكَ مِنكُمْ وَأْوْلُواْ ٱلأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَىٰ بِبَعْضٍ فِي كِتَابِ ٱللَّهِ إِنَّ ٱللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ
٧٥
-الأنفال

عرائس البيان في حقائق القرآن

قوله تعالى: { وَأْوْلُواْ ٱلأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَىٰ بِبَعْضٍ فِي كِتَابِ ٱللَّهِ إِنَّ ٱللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ } بين سبحانه ان ميراث الاولياء والصديقين من العلوم الغيبية والحكم الغربية والانباء العجبية وبيان المكاشفات والمشاهدات واسرار الجذبات واحكام المواجيد والواردات ولطائف المقامات والسير فى المجاهدات لا يصل الا الى المريدين الصادقين وانه لما ===الموفقين والقاصدين المودين والمحبين والمستغرقين فى انوار الذكار والطيارين عن المشتاقين باجنحة الافكار لانهم فى محاضر اوليات خرجوا برسم الارواح جميعا من معادن الافراج واظهروا من ارحام العدم بتجلى القدم ومن لم يكن منهم من اهل الدعاوى والمترسمين لم يصل اليه ميراث بلابل بساتين الملكوت وعناديل رياض الجبروت ولا يعرف الحان تلك الاطيار الا طير يطير بجناح الرسالة والمحبة والنبوة والولاية الا ترى كيف وصف الله سبحانه خليفة ملكه سليمان صلوات الله عليه حيث نشر فضائل ما من الله عليه بقوله علمنا منطق الطير واوتينا من كل شئ نسب اليهم بطريق من هذه الطرق فرمو نسبهم فى الولاية وله منهم ميراث علوم الحقيقة وان الله سبحانه بين فى === الازلى بقوله فى كتاب الله قسمت ارباب هذه المواريث قال عليه السلام فى هذه الاشارة العلماء ورد الانبياء ورثوا علومهم بقدر حواصلهم وفهومهم وحوالهم وسرعة سيرهم فى الملكوت واقتباسهم انوار الجبروت اولئك هم الهيون ورثوا نعيم مشاهدته وهم فيها خالدون ثم اثنى على نفسه انه كان عالماً فى الازل باختيار هؤلاء الصديقين بهذه الكرامات محيطاً بعلمه على اصطلاحهم بعد ايجاده اياهم بوصف قبولهم هذه الكرامات بقوله تعالى ولقد اخترناهم على علم على العالمين وبقوله فى تمام السورة ان الله بكل شئ عليم اى عليم بما ابدالهم من الاصطفائية الازليّة وما يبدوا منهم من سنيات طاعته والزفرات فى شوقهم الى لقائه الى الابد والله اعلم.