التفاسير

< >
عرض

أَلَمْ يَعْلَمُوۤاْ أَنَّ ٱللَّهَ هُوَ يَقْبَلُ ٱلتَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَأْخُذُ ٱلصَّدَقَاتِ وَأَنَّ ٱللَّهَ هُوَ ٱلتَّوَّابُ ٱلرَّحِيمُ
١٠٤
-التوبة

عرائس البيان في حقائق القرآن

قوله تعالى { أَلَمْ يَعْلَمُوۤاْ أَنَّ ٱللَّهَ هُوَ يَقْبَلُ ٱلتَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَأْخُذُ ٱلصَّدَقَاتِ } الله سبحانه عرف الخلق كرمه القديم وفضله العلم يعطى الكثير ويقبل القليل ويرى من عبده كثير السيّات ويبدلها بالحسنات اى تقبل توبة اسف على ما فاته من قربه فى زمان الطاعة ويأخذ صدقة الموقن بجزائه بكشف المشاهدة قال النصرابادى فرق بين القبول والاخذ لانه قد يقبل ثم يأخذ ولا ياخذ الا عن قبول فالاخذ اتم واعم وقال ايضا اخذ الصدقة اجل من قبول التوبة لذلك تقع فيه التربية قال النبى صلى الله عليه وسلم ان الله يأخذها فيربيها كما يربى احدكم فلون او فصيلة الحديث وعند عبده وخادمه والله اعلم ان القبول اتم من الاخذ لانه ربما ياخذ ولا يليق بنفسه ولا يعطى الى غيره وايضا يرى ان قبول التوبة اعظم من قبول الصدقة لان الصدقة شئ لا يتعلق بوجود التائب وما جرى على التائب من المعصية كراهية عند الله لاجل منازعته ومخالفته === يتعلق بالجبروت فاذا ندم وخضع وخجل بين يدى الله يصير خارجا عن صورت المنازعة وخاضعاً للربوبية فما كان فى نفسه من الايمان واليقين والندم والخجل اعظم من جميع الكون عند الله ان كان صدقة منه فانه يعظم الله ويصدقه وينزهه بفنائه فى عظمته وهذا عمل القلب والصدقة وما سواها عمل الجوارح وابن عمل الجوارح عند عمل القلب وذكر الله اعظم من جميع الصدقات وجميع المعاملات فانه ذكر ذاته وصفاته قال ولذكر الله اكبر قال النبى صلى الله عليه وسلم حمل الحامد اعظم مما اعطى له من النعمة.