التفاسير

< >
عرض

إِنَّ عِدَّةَ ٱلشُّهُورِ عِندَ ٱللَّهِ ٱثْنَا عَشَرَ شَهْراً فِي كِتَابِ ٱللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضَ مِنْهَآ أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذٰلِكَ ٱلدِّينُ ٱلْقَيِّمُ فَلاَ تَظْلِمُواْ فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ وَقَاتِلُواْ ٱلْمُشْرِكِينَ كَآفَّةً كَمَا يُقَاتِلُونَكُمْ كَآفَّةً وَٱعْلَمُوۤاْ أَنَّ ٱللَّهَ مَعَ ٱلْمُتَّقِينَ
٣٦
-التوبة

عرائس البيان في حقائق القرآن

قوله تعالى: { إِنَّ عِدَّةَ ٱلشُّهُورِ عِندَ ٱللَّهِ ٱثْنَا عَشَرَ شَهْراً فِي كِتَابِ ٱللَّهِ } جعل الله ايام الفراق معدودة وجعل ايام الوصال بلا حساب ولا انقطاع وجعلها على التابيد قال الله تعالى لا مقطوعة ولا ممنوعة وجعل لايام العبادة منقطعا وجزاؤها بمشاهدته لهم لم يجعل له منقطعا قال الله تعالى مما يوفى الصابرون اجرهم بغير حساب وحث بهذه الاية المشتاقين الى الفرح بوصاله وزيادة شوقهم الى كشف جماله حيث جعل ايام التفرقة القليل وحسن وصالهم الخليل دنا وصال الحبيب اقتربا واطربا للوصال واطرباً كان فى الكتاب الازلى لا يلم العبودية حصر لانها زمان الامتحان وهى من اوصاف الحدثان فاذا خرجت من اماكن الكونين لا يبقى الا انوار جمال الرحمن المنزهة عن تغاير الملوان وعن الانقلاب والذوبان وحدود المكان ومضئ الزمان لا يكون هناك الا كشف جمال الازل لجلال الابد وكشف جلال الابد لجمال الازل ليس عنده مساء غروب الفناء ولا صباح عل البداء وقت العارف فى كشف جمال وجهه ليس وقت الازمنة بل تسرمد استغراقه فى بحار القدمية وطيرانه باجنحة البقاء فى هواء الابدية ولا يجرى عليهم طوارق الزمان ولا علة الحدثان ما اطيب ايام الوصاف للمشاهدين كشف الجمال طوبى لاعين قوم انت بينهم فهن من نعمة من وجهك الحسن ولاشارة فى قوله { يَوْمَ خَلَقَ ٱلسَّمَاوَات وَٱلأَرْضَ } كشف اوقات السرامدية بنعت تجلى الازلية لوقت مرور القضاء والقدر اليوم عبارة من طلوع الشمس وغروبها وليس فى جلال القدم مشرق الحدث ومغرب المشارق هناك ازال وازال الازال والمغارب ابادوا اباد الاباد الدهر الدهار والفلك الدرر فانيات فى قدر الرحمن اوجد من العدم وقتا بقدر يوم فخلق الخلق فى ذلك اليوم وقوله { مِنْهَآ أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ } وجعل بكرمه ورحمتها شهواد القربات وزيادة للمدانات ومناسكا للعبادات وشرفها لكشف المشاهدات ومنعهم فيها عن التمتع والتنعم وامرهم فيها === الخارجين من السنة لتأهبهم اهبة الاوية والابرار الى جوار الرحمة وما سواهما من الايام والشهور == لاهل الانس ومطايبة لاهل البسط ثم او كذلك تلك الحرمات على اهل القربات وقال { ذٰلِكَ ٱلدِّينُ ٱلْقَيِّمُ } الى طريق المستقيم الى الله وشهادة وصال الله وكشف مشاهدة الله وحذرهم فيها عن مخالفة الله بقوله { فَلاَ تَظْلِمُواْ فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ } بمنعها عن المجاهدات وطلب المشاهدات واعطائكم حظها من الشهوات قال بعضهم ظلم نفسه من اطلق عناقها فى طرق الامانى من اتباع الشهوات وارتكاب السيئات والتخطى الى المحارم.