التفاسير

< >
عرض

ٱللَّهُ ٱلَّذِي خَلَقَ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضَ وَأَنزَلَ مِنَ ٱلسَّمَآءِ مَآءً فَأَخْرَجَ بِهِ مِنَ ٱلثَّمَرَاتِ رِزْقاً لَّكُمْ وَسَخَّرَ لَكُمُ ٱلْفُلْكَ لِتَجْرِيَ فِي ٱلْبَحْرِ بِأَمْرِهِ وَسَخَّرَ لَكُمُ ٱلأَنْهَارَ
٣٢
وَسَخَّر لَكُمُ ٱلشَّمْسَ وَٱلْقَمَرَ دَآئِبَينَ وَسَخَّرَ لَكُمُ ٱلَّيلَ وَٱلنَّهَارَ
٣٣
وَآتَاكُم مِّن كُلِّ مَا سَأَلْتُمُوهُ وَإِن تَعُدُّواْ نِعْمَتَ ٱللَّهِ لاَ تُحْصُوهَا إِنَّ ٱلإنْسَانَ لَظَلُومٌ كَفَّارٌ
٣٤
-إبراهيم

تفسير القرآن

{ الله الذي خَلَقَ } سموات الأرواح وأرض الجسد { وأنْزَلَ من } سماء عالم القدس ماء العلم { فأخْرَج به } من أرض النفس ثمرات الحكم والفضائل { رِزْقاً لكم } وتقوى القلب بها { وسَخرَ لكم } أنهار العلم بالاستنتاج والاستنباط والتفريع والتفصيل { وسخر لكم } شمس الروح وقمر القلب { دَائِبِين } في السير بالمكاشفة والمشاهدة { وسخّر لكم } ليل ظلمة صفات النفس ونهار نور الروح لطلب المعاش والمعاد والراحة والاستنارة { وآتاكم من كل ما سألتموه } بألسنة استعداداتكم، فإنّ كل شيء يسأله بلسان استعداده كمالاً يفيض عليه مع السؤال بلا تخلف وتراخ كما قال تعالى: { { يَسْأَلُهُ مَن فِي ٱلسَّمَاوَاتِ وَٱلأَرْضِ كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِي شَأْنٍ } [الرحمن، الآية: 29].
{ وإن تعدّوا نِعْمة الله } من الأمور السابقة على وجودكم الفائضة من الحضرة الإلهية ومن اللاحقة بكم من امداد التربية الواصلة عن الحضرة الربوبية { لا تحصوها } لعدم تناهيها كما تقرّر في الحكمة { إنّ الإنسان لظلوم } بوضع نور الاستعداد ومادة البقاء في ظلمة الطبيعة ومحل الفناء وصرفه فيها، أو بنقص حقّ الله أو حق نفسه بإبطال الاستعداد { كفّار } بتلك النِعَم التي لا تحصى باستعمالها في غير ما ينبغي أن تستعمل وغفلته عن المنعم عليه بها واحتجابه بها عنه.