التفاسير

< >
عرض

وَلاَ تَأْكُلُوۤاْ أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِٱلْبَاطِلِ وَتُدْلُواْ بِهَا إِلَى ٱلْحُكَّامِ لِتَأْكُلُواْ فَرِيقاً مِّنْ أَمْوَالِ ٱلنَّاسِ بِٱلإِثْمِ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ
١٨٨
يَسْأَلُونَكَ عَنِ ٱلأَهِلَّةِ قُلْ هِيَ مَوَاقِيتُ لِلنَّاسِ وَٱلْحَجِّ وَلَيْسَ ٱلْبِرُّ بِأَن تَأْتُواْ ٱلْبُيُوتَ مِن ظُهُورِهَا وَلَـٰكِنَّ ٱلْبِرَّ مَنِ ٱتَّقَىٰ وَأْتُواْ ٱلْبُيُوتَ مِنْ أَبْوَابِهَا وَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ
١٨٩
-البقرة

تفسير القرآن

{ ولا تأكلوا أموالكم } معارفكم ومعلوماتكم { بينكم } بباطل شهوات النفس ولذاتها بتحصيل مآربها واكتساب مقاصدها الحسيّة والخيالية باستعمالها { وتدلوا بها } وترسلوا إلى حكّام النفوس الأمّارة بالسوء { لتأكلوا فريقاً من أموال } القوى الروحانية { بالإثم } أي: بالظلم لصرفكم إياها في ملاذ القوى النفسانية { وأنتم تعلمون } أنّ ذلك إثم ووضع للشيء في غير موضعه.
{ يسئلونك عن الأَهِلة } أي: عن الطوالع القلبية عند إشراق نور الروح عليها { قل هي مواقيت للناس } أي: أوقات وجوب المعاملة في سبيل الله وعزيمة السلوك، وطواف بيت القلب، والوقوف في مقام المعرفة { وليس البرّ بأن تأتوا } بيوت قلوبكم { من ظهورها } من طرق حواسكم ومعلوماتكم المأخوذة من المشاعر البدنية فإنّ ظهر القلب هو الجهة التي تلي البدن { ولكنّ البرّ } برّ { من اتقى } شواغل الحواس وهواجس الخيال ووساوس النفس { وأتوا البيوت من أبوابها } الباطنة التي تلي الروح والحق، فإنّ باب القلب هو الطريق الذي انفتح منه إلى الحق { واتّقوا الله } في الاشتغال بما يشغلكم عنه { لعلكم تفلحون }.