التفاسير

< >
عرض

وَلَقَدْ خَلَقْنَا ٱلإِنْسَانَ مِن سُلاَلَةٍ مِّن طِينٍ
١٢
ثُمَّ جَعَلْنَاهُ نُطْفَةً فِي قَرَارٍ مَّكِينٍ
١٣
ثُمَّ خَلَقْنَا ٱلنُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا ٱلْعَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنَا ٱلْمُضْغَةَ عِظَاماً فَكَسَوْنَا ٱلْعِظَامَ لَحْماً ثُمَّ أَنشَأْنَاهُ خَلْقاً آخَرَ فَتَبَارَكَ ٱللَّهُ أَحْسَنُ ٱلْخَالِقِينَ
١٤
ثُمَّ إِنَّكُمْ بَعْدَ ذٰلِكَ لَمَيِّتُونَ
١٥
ثُمَّ إِنَّكُمْ يَوْمَ ٱلْقِيَامَةِ تُبْعَثُونَ
١٦
وَلَقَدْ خَلَقْنَا فَوْقَكُمْ سَبْعَ طَرَآئِقَ وَمَا كُنَّا عَنِ ٱلْخَلْقِ غَافِلِينَ
١٧
وَأَنزَلْنَا مِنَ ٱلسَّمَآءِ مَآءً بِقَدَرٍ فَأَسْكَنَّٰهُ فِي ٱلأَرْضِ وَإِنَّا عَلَىٰ ذَهَابٍ بِهِ لَقَٰدِرُونَ
١٨
فَأَنشَأْنَا لَكُمْ بِهِ جَنَّاتٍ مِّن نَّخِيلٍ وَأَعْنَابٍ لَّكُمْ فِيهَا فَوَاكِهُ كَثِيرَةٌ وَمِنْهَا تَأْكُلُونَ
١٩
وَشَجَرَةً تَخْرُجُ مِن طُورِ سَيْنَآءَ تَنبُتُ بِٱلدُّهْنِ وَصِبْغٍ لِّلآكِلِيِنَ
٢٠
وَإِنَّ لَكُمْ فِي ٱلأَنْعَامِ لَعِبْرَةً نُّسْقِيكُمْ مِّمَّا فِي بُطُونِهَا وَلَكُمْ فيِهَا مَنَافِعُ كَثِيرَةٌ وَمِنْهَا تَأْكُلُونَ
٢١
وَعَلَيْهَا وَعَلَى ٱلْفُلْكِ تُحْمَلُونَ
٢٢
-المؤمنون

تفسير القرآن

{ ثم أنشأناه خلقاً آخر } غير هذا المتقلب في أطوار الخلقة بنفخ روحنا فيه وتصويره بصورتنا، فهو في الحقيقة خلق وليس بخلق { لميتون } بالطبيعة.
{ ثم إنكم يوم القيامة } الصغرى { تُبْعَثون } في النشأة الثانية، أو ميتون بالإرادة، ويوم القيامة الوسطى تبعثون بالحقيقة، أو ميتون بالفناء ويوم القيامة الكبرى تُبْعثون بالبقاء { فوقكم } أي: فوق صوركم وأجسامكم { سبع طرائق } عن الغيوب السبعة المذكورة { وما كنا } عن خلقها { غافلين } فإنّ الغيب لنا شهادة { وأنزلنا } من سماء الروح ماء العلم اليقيني { فأسكناه } فجعلناه سكينة في النفس { وإنّا على ذهاب به لقادرون } بالاحتجاب والاستتار { فأنشأنا لكم به جنّات } من نخيل الأحوال والمواهب وأعناب الأخلاق والمكاسب { لكم فيها فواكه كثيرة } من ثمرات لذات النفوس والقلوب والأرواح { ومنها } تقوتون وبها تتقون { وشجرة } التفكّر { تخرج من طور } الدماغ أو طور القلب الحقيقي بقوّة العقل { تنبت } ما تنبت من المطالب ملتبساً بدهن استعداد الاشتعال بنور نار العقل الفعّال { وصبغ } لون نوريّ أو ذوق حاليّ للمستبصرين المتعلمين المستطعمين للمعاني { وإنّ لكم في } أنعام القوى الحيوانية { لعبرة } تعتبرون بها من الدنيا إلى الآخرة { نسقيكم مما في بطونها } من المدركات والعلوم النافعة { ولكم فيها منافع كثيرة } في السلوك { ومنها تأكلون } تتقوّتون بالأخلاق { وعليها وعلى } فلك الشريعة الحاملة إياكم في البحر الهيولاني { تحملون } إلى عالم القدس بقوّة التوفيق.