{ إن جعل الله عليكم } ليل ظلمة النفس { سرمداً إلى يوم القيامة } الصغرى { من إله غير الله يأتيكم بضياء } من نور الروح { أفلا تسمعون } حال كونكم في الحجاب، فتفهمون المعاني والحِكَم فتؤمنون بالغيب { إن جعل الله عليكم } نهار نور الروح سرمداً بالتجلي الدائم دون الاستتار { إلى يوم القيامة } الصغرى { من إله غير الله يأتيكم بليل } من أوقات الغفلات وغلبات صفات النفس وغشاوات الطبع { تسكنون فيه } إلى حقوق نفوسكم وراحات أبدانكم { أفلا تبصرون } بنور روح تجليّات الحق.
{ ومن رحمته جعل لكم الليل والنهار } بالغفلة والحضور في مقام القلب والاستتار والتجلي في مقام الروح { لتسكنوا } في ظلمة النفس إلى نور البدن وترتيب المعاش { ولتبتغوا } من فضل مكاشفاته وتجليّات صفاته ومشاهداته { لعلّكم تشكرون } نعمه الظاهرة والباطنة والجسمانية والروحانية في أولاكم وأخراكم باستعمالها لوجه الله فيما وجب عليكم من طاعته في كل مقام به وفيه وله.
{ ونزعنا من كل أمّة شهيداً } أي: نُخْرج يوم القيامة عند خروج المهدي من كل أمّة نبيهم هو أعرفهم بالحق { فقلنا } على لسان الشهيد الذي يشهد الحق بشهود الكل ولا يحتجب بهم عنه { هاتوا برهانكم } على ما أنتم عليه أحق هو أم لا؟ فعجزوا عن آخرهم وظهر برهان النبيّ { فعلموا أن الحق لله } أظهره مظهر الشهيد { وضلّ عنهم } مفترياتهم من المذاهب المختلقة والطرق المتشعبة المتفرّقة. أو قلنا للشهداء. { هاتوا برهانكم } بإظهار التوحيد، فأظهروا، فعلموا أن الحقّ لله.