التفاسير

< >
عرض

ٱلَّذِينَ قَالَ لَهُمُ ٱلنَّاسُ إِنَّ ٱلنَّاسَ قَدْ جَمَعُواْ لَكُمْ فَٱخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَاناً وَقَالُواْ حَسْبُنَا ٱللَّهُ وَنِعْمَ ٱلْوَكِيلُ
١٧٣
فَٱنْقَلَبُواْ بِنِعْمَةٍ مِّنَ ٱللَّهِ وَفَضْلٍ لَّمْ يَمْسَسْهُمْ سُوۤءٌ وَٱتَّبَعُواْ رِضْوَانَ ٱللَّهِ وَٱللَّهُ ذُو فَضْلٍ عَظِيمٍ
١٧٤
إِنَّمَا ذٰلِكُمُ ٱلشَّيْطَـٰنُ يُخَوِّفُ أَوْلِيَاءَهُ فَلاَ تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ إِن كُنتُمْ مُّؤْمِنِينَ
١٧٥
وَلاَ يَحْزُنكَ ٱلَّذِينَ يُسَارِعُونَ فِي ٱلْكُفْرِ إِنَّهُمْ لَن يَضُرُّواْ ٱللَّهَ شَيْئاً يُرِيدُ ٱللَّهُ أَلاَّ يَجْعَلَ لَهُمْ حَظّاً فِي ٱلآخِرَةِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ
١٧٦
إِنَّ ٱلَّذِينَ ٱشْتَرَوُاْ ٱلْكُفْرَ بِٱلإِيمَانِ لَن يَضُرُّواْ ٱللَّهَ شَيْئاً وَلهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ
١٧٧
وَلاَ يَحْسَبَنَّ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ أَنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ خَيْرٌ لأَنْفُسِهِمْ إِنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ لِيَزْدَادُوۤاْ إِثْمَاً وَلَهْمُ عَذَابٌ مُّهِينٌ
١٧٨
-آل عمران

تفسير القرآن

{ الذين قال لهم الناس } قبل الوصول إلى المشاهدة { إن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم } أي: اعتبروا لوجودكم واعتدّوا بكم فاعتدوا بهم { فزادهم } ذلك القول { إيماناً } أي: يقيناً وتوحيداً بنفي الغير وعدم المبالاة به، وتوصلوا بنفي ما سوى الله إلى إثباته بقولهم { حسبنا الله } فشاهدوه ثم رجعوا إلى تفاصيل الصفات بالاستقامة فقالوا: { ونِعْمَ الوكيل } وهي الكلمة التي قالها إبراهيم عليه السلام حين أُلقِيَ في النار فصارت برداً وسلاماً عليه { فانقلبوا بنعمة من الله وفضل } أي: رجعوا بالوجود الحقانيّ في جنة الصفات والذات كما مرّ آنفاً { لم يمسسهم سوء } البقية ورؤية الغير.
{ و } هم { اتّبعوا رضوان الله } الذي هو جنة الصفات في حال سلوكهم حين لم يعلموا ما أُخفي لهم من قرّة أعين وهي جنة الذات المشار إليها بقوله: { والله ذو فضل عظيم } فإن الفضل هو المزيد على الرضوان { يخوف أولياءه } المحجوبين بأنفسهم مثله من الناس أو يخوّفكم أولياءه { فلا تخافوهم } ولا تعتدوا بوجودهم { وخافونِ إن كنتم } موحدين، أي لا تخافوا غيري لعدم عينه وأثره { ولا يحزنك الذين يسارعون في الكفر } لحجابهم الأصلي وظلمتهم الذاتية خوف أن يضروك { إنهم لن يضرّوا الله شيئاً } إملاء الكفار وطول حياتهم سبب لشدّة عذابهم وغاية هوانهم وصغارهم لازديادهم بطول عمرهم حجاباً على حجاب، وبعداً على بعد. وكلما ازدادوا بعداً عن الحق الذي هو منيع العزّة ازدادوا هواناً.