{إنّا أنزلنا عليك الكتاب} أي: علم تفاصيل الصفات وأحكام تجلياتها بالحق ملتبساً بالعدل والصدق أو قائماً بالحق لا بنفسك لتكون حاكماً بين الخلق {بما أراك الله} من عدله {ولا تكن للخائنين} الذين لا يؤدّون أمانة الله التي أودعها عندهم في الأزل بما ركز في استعدادهم من إمكان كمال معرفته وخانوا أنفسهم وغيرهم بنهب حقوقهم وصرفها في غير وجهها {خصيماً} يدفع عنهم العذاب وتسليط الله الخلق عليهم بالإيذاء ويحتج عنهم على غيرهم أو على الله بالاعتراض بأنه لم خذلهم وقهرهم فإنهم الظالمون لا حجة لهم بل الحجة عليهم {واستغفر الله} لنفسك بترك الاعتراض والاحتجاج عنهم لنغفر تلوينك الذي ظهر عليك بوجود قلبك وبصفاته {ولا تجادل} ظهر تأويله من هذا {يستخفون من الناس} بكتمان رذائلهم وصفات نفوسهم التي هي معايبهم عنهم {ولا يستخفون من الله} بإزالتها وقلعها وهو شاهدهم يعلم بواطنهم {إذ يبيتون} أي: يقدّرون في عالم ظلمة النفس والطبيعة {ما لا يرضى من القول} من الوهميات والتخيلات الفاسدة التي يلفقونها في تحصيل أغراضهم من حطام الدنيا ولذاتها {وكان الله بما يعملون محيطاً} يجازيهم بحسب صفاتهم وأعمالهم.