التفاسير

< >
عرض

قُلْ مَن يَرْزُقُكُم مِّنَ ٱلسَّمَآءِ وَٱلأَرْضِ أَمَّن يَمْلِكُ ٱلسَّمْعَ وٱلأَبْصَارَ وَمَن يُخْرِجُ ٱلْحَيَّ مِنَ ٱلْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ ٱلْمَيِّتَ مِنَ ٱلْحَيِّ وَمَن يُدَبِّرُ ٱلأَمْرَ فَسَيَقُولُونَ ٱللَّهُ فَقُلْ أَفَلاَ تَتَّقُونَ
٣١
-يونس

روح البيان في تفسير القرآن

{ وضل عنهم ما كانوا يفترون } ان للشركاء اثرا فى القربة والشفاعة انتهى
ما فى التأويلات النجمية. { قل } للمشركين احتجاجا على حقيقة التوحيد وبطلان الشرك { من يرزقكم } [كيست كه شمارا روزى ميدهد] { من السماء } [از آسمانكه باران مى باراند] { والارض } [واز زمين كه كياه مى روياند] { أم من } ام منقطعة لانه لم يتقدمها همزة استفهام ولا همزة تسوية وتقدر هنا ببل وحده دون الهمزة بعدها كما فى سائر المواضع لانها وقع بعدها اسم استفهام صريح وهو من فلا حاجة الى الهمزة وبل اضراب انتقال من الاستفهام الاول الى استفهام آخر لا اضراب ابطال اذ ليس فى القرآن ذلك. والمعنى بالفارسية [آيا كيست كه] { يملك السمع والابصار } اى يستطيع خلقهما وتسويتهما على هذه الفطرة العجيبة او من يحفظهما من الآفات مع كثرتها وسرعة انفعالهما من ادنى شيء يصيبهما. وكان على رضى الله عنه يقول سبحان من بصر بشحم واسمع بعظم وانطق بلحم ولما كانت حاجة الانسان الى السمع والبصر اكثر من حاجته الى الكلام خلق الله له اذنين وعينين ولسانا واحدا { ومن يخرج الحى من الميت ويخرج الميت من الحى } اى من ينشئ الحيوان من النطفة والنطفة من الحيوان وكذا من يخرج الطائر من البيضة ويخرج البيضة من الطائر { ومن يدبر الامر } اى امر جميع العالم علويا كان او سفليا روحانيا او جسمانيا { فسيقولون } بلا تأخير { الله } يفعل ما ذكر من الافاعيل لا غيره اذ لا مجال للمكابرة لغاية وضوحه { فقل } عند ذلك تبكيتا لهم { أفلا تتقون } اى أتعلمون ذلك فلا تتقون عقابه باشراككم به الاصنام