التفاسير

< >
عرض

وَمَا ظَلَمْنَاهُمْ وَلَـٰكِن ظَلَمُوۤاْ أَنفُسَهُمْ فَمَا أَغْنَتْ عَنْهُمْ آلِهَتُهُمُ ٱلَّتِي يَدْعُونَ مِن دُونِ ٱللَّهِ مِن شَيْءٍ لَّمَّا جَآءَ أَمْرُ رَبِّكَ وَمَا زَادُوهُمْ غَيْرَ تَتْبِيبٍ
١٠١
-هود

روح البيان في تفسير القرآن

{ وما ظلمناهم } باهلاكنا اياهم والضمير الى الاهل المحذوف المضاف الى القرى { ولكن ظلموا انفسهم } بارتكاب ما يوجب الهلاك من الشرك وغيره فانهم اكلوا رزق الله وعبدوا غيره وكذبوا رسله. وفيه اشارة الى انه تعالى اعطاهم استعدادا روحانيا وآلة لتحصيل كمالات لا يدركها الملائكة المقربون فاستعملوا تلك الآلة وفق الطبيعة لاعلى حكم الشريعة فعبدوا طاغوت الهوى ووثن الدنيا واصنام شهواتها فجاءهم الهلاك من ايدي الاسماء الجلالية { فما اغنت عنهم } ما نافية اى فما نفعتهم ولا قدرت ان ترد بأس الله عنهم { آلهتهم التى يدعون } اى يعبدون وهى حكاية حال ماضية وانما اريد بالدعاء العبادة لانه منها ومن وسائطها ومنه قوله عليه السلام "الدعاء هو العبادة" { من دون الله } اى حال كونهم متجاوزين عبادة الله { من شيء } فى موضع المصدر اى شيئا من الاغناء وهو القليل منه { لما جاء امر ربك } منصوب باغنت اى حين مجيئ عذابه ونقمته وهى المكافاة بالعقوبة { وما زادوهم } الضمير المرفوع للاصنام والمنصوب لعبدتها وعبر عن الاصنام بواو العقلاء لانهم نزلوها منزلة العقلاء فى عبادتهم اياها واعتقادهم انها تنفع { غير تتبيب } من تب اذا هلك وخسر وتبه غيره اذا اهلكه اواقعه فى الخسران اى غير اهلاك وتخسير فانهم انما هلكوا وخسروا بسبب عبادتهم لها وكانوا يعتقدون فى الاصنام جلب المنافع ودفع المضار فزال عنهم بسبب ذلك الاعتقاد منافع الدنيا والآخرة وذلك من اعظم الهلاك واشد الخسران