التفاسير

< >
عرض

أَن لاَّ تَعْبُدُوۤاْ إِلاَّ ٱللَّهَ إِنِّيۤ أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ أَلِيمٍ
٢٦
-هود

روح البيان في تفسير القرآن

{ ان لا تعبدوا الا الله } اى بان لا تعبدوا على انّ ان مصدرية والباء متعلقة بارسلنا ولا ناهية اى ارسلناه ملتبسا بنهيهم عن الشرك.
قال فى التأويلات النجمية قال نوح الروح لقومه القلب والنفس والبدن ان لا تعبدوا الدنيا وشهواتها والآخرة ودجاتها فان عبادة الله مهما كانت معلولة بشيء من الدنيا والآخرة فانه عبد ذلك الشيء لا الله على الحقيقة انتهى
ولذا قالوا الرغبة فى الايمان والطاعة لا تنفع الا اذا كانت تلك الرغبة رغبة فيه لكونه ايمانا وطاعة واما الرغبة فيه لطلب الثواب وللخوف من العقاب فغير مفيدة: قال الشيخ المغربى قدس سره

درجنت ديدار تماشاى جمالت باشدز قصورا بودم ميل بجورى

{ انى اخاف عليكم عذاب يوم اليم } يوم القيامة او يوم الطوفان. واليم يجوز ان يكون صفة يوم وصفة عذاب على ان يكون جره للجوار ووصفه بالاليم على الاسناد المجازى للمبالغة يعنى ان اسناد الاليم الى اليوم اسناد الى الظرف كقولك نهاره صائم واسناده الة العذاب اسناد الى الوصف كقولك جد جده والمتألم حقيقة هو الشخص المعذب المدرك لا وصفه ولا زمانه واذا وصفنا بالتالم دل على ان الشخص بلغ فى تألمه الى حيث سرى ما به من التالم الى ما يلابسه من الزمان والاوصاف فالاليم بمعنى المؤلم علىانه اسم مفعول من الايلام ويجوز ان يكون بمعنى المؤلم على انه اسم فاعل وهو صفة الله تعالى فى الحقيقة اذ هو الخالق للألم -روى- ان الله تعالى ارسل نوحا الى قومه فجاءهم يوم عيد لهم وكانوا يعبدون الاصنام ويشربون الخمور ويواقعون النساء كالبهائم من غير ستر فنادهم بصوت عال ودعاهم الى التوحيد ففزعوا ثم نسبوه الى الجنون وضربوه وكذبوه كما قال تعالى