التفاسير

< >
عرض

قَالَ يٰنُوحُ إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صَالِحٍ فَلاَ تَسْئَلْنِ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنِّيۤ أَعِظُكَ أَن تَكُونَ مِنَ ٱلْجَاهِلِينَ
٤٦
-هود

روح البيان في تفسير القرآن

{ قال } الله تعالى { يا نوح انه } اى ابنك { ليس من اهلك } الذين غمهم الوعد بالانجاء لخروجه منهم بالاستثناء فان مدار الاهلية هو القرابة الدينية ولا علاقة بين المؤمن والكافر.
وعن ابن عباس ومجاهد وعكرمة انه ابنه غير انه خالفه فى العمل.
قال بعض الحكماء الابن اذا لم يفعل ما فعل الاب انقطع عنه والامة اذا لم يفعلوا ما فعل نبيهم اخاف ان ينقطعوا عنه فظهر ان لا فائدة فى نسب من غير علم وعمل وفى فخر بمجرد الآباء: قال السعدى قدس سره

جو كنعانرا طبيعت بى هنر بود بميبر زاده كى قدرش نيفزود
هنر بنماى اكر دارى نه كوهر كل از خارست وابراهيم از آزر

وفى الحديث "يا بنى هاشم لا يأتينى الناس باعمالهم وتأتونى بانسابكم" والغرض تقبيح الافتخار لديه عليه السلام بالانساب حيث يأتى الناس بالاعمال

وما ينفع الاصل من هاشم اذا كانت النفس من باهله

وهي قبيلة معروفة بالدناءة لانهم كانوا يأكلون نقى العظام الميتة { انه عمل غير صالح } اصله انهما متلازمان للايذان بان النجاة انما كانت بسبب الصلاح
يقول الفقير لاح لى حين المطالعة معنى آخر وهو ان العمل بمعنى الكشب والفعل ولا يبعد ان يكون المعنى انه كسب غير صالح من غير احتياج الى تقدير مضاف وقد ورد فى الحديث تسمية الولد كسبا فى قوله
"ان اطيب ما يأكل الرجل من كسبه وان ولده من كسبه" وفى قوله "انت ومالك لابيك"
قيل لحكيم وهو يواقع زوجته ما تعمل قال ان تم فانسانا { فلا تسألن } سمى نداؤه سؤالا لما فيه من السؤال والطلب اى اذا وقفت على جلية الحال فلا تطلب منى { ما ليس لك به علم } اى مطلبا لا تعلم يقينا ان حصوله صواب وموافق للحكمة { انى اعظك } [بندميدهم ترا] { ان تكون } اى كراهة ان تكون { من الجاهلين } عبر عن ترك الاولى بالجهل لان استثناء من سبق عليه القول قد دله على الحال واغناءه عن السؤال اشغله حب الولد عنه حتى اشتبه الامر عليه فعوتب على ان اشتبه عليه ما يجب ان لا يشتبه