التفاسير

< >
عرض

وَإِلَىٰ مَدْيَنَ أَخَاهُمْ شُعَيْباً قَالَ يٰقَوْمِ ٱعْبُدُواْ ٱللَّهَ مَا لَكُمْ مِّنْ إِلَـٰهٍ غَيْرُهُ وَلاَ تَنقُصُواْ ٱلْمِكْيَالَ وَٱلْمِيزَانَ إِنِّيۤ أَرَاكُمْ بِخَيْرٍ وَإِنِّيۤ أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ مُّحِيطٍ
٨٤
-هود

روح البيان في تفسير القرآن

{ والى مدين } هو اسم ابن ابراهيم عليه السلام ثم صار اسما للقبيلة او اسم مدينة بناها مدين فسميت باسمه اى وارسلنا الى قبيلة مدين او ساكنى بلدة مدين { اخاهم } اى واحدا منهم فى النسب { شعيبا } عطف بيان له وهو ابن ميكيل بن يشجر بن مدين { قال } استئناف بيانى { يا قوم } [اى كروه من] { اعبدوا الله } وحده لا تشركوا به شيأ من الاصنام لانه { ما لكم من اله غيره } اى ليس لكم اله سوى الله تعالى وكانت كلمة جميع الانبياء فى التوحيد واحدة فدعوا الى الله الواحد وعبادته فامرهم شعيب بالتوحيد اولا لانه ملاك الامر وقوامه ثم نهاهم عما اعتادوه من النقص فى الكيل والوزن لانه يورث الهلاك فقال { ولا تنقصوا المكيال والميزان } اى آلة الوزن والكيل وكان لهم مكيالان وميزانان احدهما اكبر من الآخر فاذا اكتالوا على الناس يستوفون بالاكبر واذا كالوهم او وزنوهم يخسرون بالاصغر والمراد لا تنقصوا حجم المكيال عن المعهود وكذا الصنجات كى تتوسلوا بذلك الى بخس حقوق الناس ويجوز ان يكون من ذكر لمحل وارادة الحال. والمعنى بالفارسية [مكاهيد وكم مكنيد بيمانه را دريمودن مكيلات وترازورا در سنجيدن موزونات] وكل من البخسين شائع فى هذا الزمان ايضا كأنه ميراث من الكفرة الخائنين { انى اراكم بخير } علة للنهى اى ملتبسين بثروة وسعة تغنيكم عن التطفيف. يعنى [درمانده ومحتاج نيستيدكه داعى باشد شمارا بخيانت بلكه منعم وتوانكريد رسم حق كزارى آنست كه مردم را از مال خود بهره مند كنيد نه آنكه از حقوق ايشان باز كيريد] { وانى اخاف عليكم } وان لم ترجعوا عن ذلك النقص { عذاب يوم محيط } لا يشذ منه احد منكم. والمراد منه عذاب يوم القيامة او عذاب الاستئصال ووصف اليوم بالاحاطة وهى حال العذاب لاشتماله عليه ففيه اسناد ومجازى واصل العذاب فى كلام العرب من العذب وهو المنع وسمى الماء عذبا لانه يمنع العطش والعذاب عذابا لانه يمنع المعاقب من معاودة مثل جرمه ويمنع غيره من مثل فعله