التفاسير

< >
عرض

أَفَأَمِنُوۤاْ أَن تَأْتِيَهُمْ غَاشِيَةٌ مِّنْ عَذَابِ ٱللَّهِ أَوْ تَأْتِيَهُمُ ٱلسَّاعَةُ بَغْتَةً وَهُمْ لاَ يَشْعُرُونَ
١٠٧
-يوسف

روح البيان في تفسير القرآن

{ أفأمنوا } يعنى المشركون { ان تأتيهم غاشية من عذاب الله } عقوبة تغشاهم وتشملهم { او تأتيهم وتشملهم { او تأتيهم الساعة بغتة } مصدر فى موضع الحال بالفارسية [ناكاه] اى فجأة من غير سابقة علامة { وهم لا يشعرون } باتيانها غير مستعدين لها.
فان قيل اما يؤدّى قوله بغتة مؤدّى قوله وهم لا يشعرون فيستغنى عنه.
قيل لا فان معنى قوله وهم لا يشعرون وهو غافلون لاشتغالهم بامور دنياهم كقوله تأخذهم وهم يخصمون وفى الحديث
"موت الفجأ اخذة اسيف" بكسر السين اى غضبان يعنى موت الفجأة اثر غضب الله على العبد والفجاءة بالمد مع الضم وبالقصر مع فتح الفاء هى البغتة دون تقدم مرض ولا سبب وفى الحديث "اكره موتا كموت الحمار قيل وما موت الحمار قال موت الفجأة" وانما كره لئلا يلقى المؤمن ربه على غفلة من غير ان يقدم لنفسه عذرا ويجدد توبة ويرد مظالمه - وروى - ان ابراهيم وداود وسليمان عليهم السلام ماتوا فجأة ويقال انه موت الصالحين وحمل الجمهور الاول على من له تعلقات يحتاج الى الايصاء اما المنقطعون المستعدون فانه تخفيف ورفق بهم كذا فى شرح الترغيب المسمى بالفتح القريب.
ذكر بعض السلف ان الخضر عليه السلام هو الذى يقتل الذين يموتون فجأة كما فى انسان العيون.
قال فى التأويلات النجمية فى الحقيقة يشير بالساعة الى عشق ومحبة من الله بلا سبب من الاسباب وقيل العشق عذاب الله والعشق اخص من المحبة لانه محبة مفرطة والعشق عبارة عن هيجان القلب عند ذكر المحبوب والشوق عبارة عن انزعاج القلب الى لقاء المحبوب.
وقال حكيم الشوق نور شجرة المحبة والعشق ثمرتها.
وقال بعض اهل الرياضة الشوق فى قلب المحب كالفتيل فى المصباح والعشق كالدهن: قال المولى الجامى

اسير شوق كىزاد باشى غمش برسينه نه تاشاد باشى
نى عشقت دهد كرمى وهستى دكر افسر دكى وخود برستى