التفاسير

< >
عرض

وَرَاوَدَتْهُ ٱلَّتِي هُوَ فِي بَيْتِهَا عَن نَّفْسِهِ وَغَلَّقَتِ ٱلأَبْوَابَ وَقَالَتْ هَيْتَ لَكَ قَالَ مَعَاذَ ٱللَّهِ إِنَّهُ رَبِّيۤ أَحْسَنَ مَثْوَايَ إِنَّهُ لاَ يُفْلِحُ ٱلظَّالِمُونَ
٢٣
-يوسف

روح البيان في تفسير القرآن

{ وراودته التى هو فى بيتها عن نفسه } المراودة المطالبة من راد يرود اذا جاء وذهب لطلب شيء وهى مفاعلة من واحد ولكن لما كان سبب هذا الفعل صادرا من الجانب المقابل لجانب فاعله فان مراودتها انما هى لجمال يوسف كمداواة الطبيب انما هى للمرض الذى هو من جانب المريض عبر عنه بالمسبب وجيء بصيغة المفاعلة وتعديتها بعن لتضمنها معنى المخادعة. فالمعنى خادعت زليخا يوسف عن نفسه لتنال غرضها اى فعلت ما يفعل المخادع لصاحبه عن شيء لا يريد اخراجه عن يده وهو يحتال ان يأخذه منه ونهى عبارة عن التمحل فى مواقعته اياها والمحل طلب بحيلة وتكلف كما فى القاموس وايراد الموصول لتقرير المراودة فان كونه فى بيتها مما يدعو الى ذلك. قيل لواحدة ما حملك على ما انت عليه مما لا خير فيه قالت قرب الوساد وطول السواد ولاظهار كمال نزاهته فان عدم ميله اليها مع دوام مشاهدته لمحاسنها وامتناعه منها مع كونه تحت مملكتها ينادى بكونه فى اعلى معارج العفة والنزاهة -حكى- ان زليخا كانت من اجمل النساء وكانت بنت سلطان المغرب واسمه طيموس فرأت ذات ليلة فى المنام غلاما على احسن ما يكون من الحسن والجمال فسألت عنه فقال انا عزيز مصر فلما استيقظت افتتنت بما رأت فى الرؤيا وادى ذلك الى تغير حالها ولكنها كتمت حالها عن الاغيار دهرا

نهان ميداشت رازش دردل تنك جوكان لعلى ولعل اندر دل سنك

ثم تفطن من فى البيت من الجوارى وغيرها ان بها امرا فقال بعض ما باصابة العين وبعض باصابة السحر وبعض بمس الجن وبعض بالعشق

صح عند الناس انى عاشق غير ان لم يعرفوا عشقى لمن

ففتش عن امرها فما وجد من غير العشق

زليخا عشق را بوشيده مى داشت بسينه تخم را بوشيده ميكاشت
ولى سر ميزد آن هردم زجايى همى كرد از برون نشو ونمايى
خوشست از بخردان اين نكته كفتن كه مشك عشق را نتوان نهفتن
اكر برمشك كردربرده صد توى كند غمازى ازصد برده اش بوى

وقد كان خطبها ملوك الاطراف فابت الا عزيز مصر فجهزها ابوها بما لا يحصى من العبيد والجوارى والاموال وارسلها مع حواشيه الى جانب مصر فاستقبلها العزيز بجمع كثير فى زينة عظيمة فلما رأته زليخا علمت انه ليس الذى رأته فى المنام فاخذت تبكى وتتحسر على ما فات من المطلوب

نه آنست آنكه من درخواب ديدم بجست وجويش اين محنت كشيدم
خدا را اى فلك بر من ببخشاى برورى من درى از مهر بكشاى
مسوز ازغم من بى دست وبارا مده بركنج من اين ازدهارا

فسمعت من الهاتف لا تحزنى يا زليخا فان مقصودك انما يحصل بواسطة هذا

زليخا جون زغيب اين مرده بشنود بشكرانه سرخود برزمين سود

ثم لما دخلوا مصرا انزلوا زليخا فى دا العزيز بالعز والاحترام وهى فى نفسها على الفراق والآلام

بظاهر باهمه كفت وشنوداشت ولى دل جاى ديكر دركرو داشت
نهى صد دسته ريحان بيش بلبل نخواهد خاطرش جزنكهت كل

وكانت هذه الحال سنين وبقيت بكرا لان العزيز كان عنينا لا يقدر على المواقعة

بيا جامى كه همت بركماريم ز كنعان ماه كنعانرا بر آريم
زليخا بادل اميد وارست نظر برشاهراه انتظارست

فكان ما كان من حسد الاخوان ووصول يوسف الى مصر بالعبودية فلما رأته زليخا علمت انه الذى رأته فى المنام وقالت

بخوابم روى زيباوى نمودست شكيب ازجان شيداوى ربودست
درين كشور زسودايش فتادم بدين شهر از تمنايش فتادم

[جون يوسف بخانه عزيز درآمد سلطان عشق رخت بخانه زليخا فرستادولشكر حسنش متاع صبر وسكون اورا بيغماداد]

زليخا جون برويش ديده بكشاد بيك ديدارش افتاد آنجه افتاد
زحسن صورت ولطف شمائل اسيرش شدبيك دل نى بصددل
بمعشوقان جو يوسف كس نبوده جمالش ازهمه حوبان فزوده
نبوداز عاشقان كش جون زليخا بعشق از جملة بودافزون زليخا
زطفلى تابه بير عشق ورزيد بشاهى واسيرى عشق ورزيد

[بعد آزانكه عشق بنايت كشيد وشوق بنهايت آنجاميد صورت حال بميان آورد بايوسف]
-روى- ان يوسف كان يأوى الى بستان فى قصر زليخا يعبد الله فيه وكان قد قسم نهاره ثلاثة اقسام ثلثا لصلواته وثلثا يبكى فيه وثلثا يسبح الله فيه ويذكره فلما ادرك يوسف مبالغ الرجال جعلت زليخا تراوده عن نفسها وهو يهرب منها الى البستان فلما طال ذلك عليها تغير لونها واصفر وجهها ودخلت عليها داية من داياتها فاخبرتها بذلك فاشارت عليها ان تبنى له بيتا مزينا بكل ما تقدر عليه من الزينة والطيب ليكون وسيلة الى صحبة يوسف ولما فرغ الصناع من عمله دعت العزيز فدخل فاعجبه لكونه على اسلوب عجيب وقال لها سميه بيت السرور ثم خرج فاستدعت يوسف فزينوه بكل ما يمكن من الزينة وتزينت هى ايضا وكانت بيضاء حسناء بين عينيها خال يتلألأ حسنا ولها اربع ذوائب قد نظمتها بالدر والياقوت وعليها سبع خلل وارسلت قلائدها على صدرها

بزيورها نبودش احتياجى ولى افزود ازان خودرا رواجى
بخوبى كل بيستانها سمرشد ولى از عقد شبنم خو بترشد

فجاؤا يوسف

در آمد ناكهان ازدر جوماهى عطارد حشمتى خورشيد جاهى
وجودى از خواص آب وكل دور جبين طلعتى نور على نور

فلما دخل عليها فى القسم الاول من البيت اغفلته واغلقته وراودته عن نفسه بكل حيلة ثم ادخلته فى الذى يليه فاغلقته وراودته بكل ما يمكن فلم يساعدها يوسف فدفعها بما قدر عليه ثم وثم الى ان انتهى الى البيت السابع فاغلقته وذلك قوله تعالى { وغلقت الابواب } عليها وعليه وكانت سبعة ابواب ولذلك جاء الفعل بصيغة التفعيل الدالة على التكثير { وقالت هيت لك } اسم فعل معناه اقبل وبادر. وبالفارسية [بشتاب بيش من آى كه من ترا ام] واللام للبيان متعلقة بمحذوف اى لك اقول هذا -روى- عن ابن عباس انه قال كان يوسف اذا تبسم رأيت النور فى ضواحكه واذا تكلم رأيت شعاع النور فى كرمه يذهب من بين يديه ولا يستطيع آدمى ان ينعت نعته. فقالت له يا يوسف انما صنعت هذا البيت المزين من اجلك. فقال يوسف يا زليخا انما دعيتنى للحرام وحسبى ما فعل بى اولاد يعقوب البسونى قميص الذل والحزن يا زليخا انى اخشى ان يكون هذا البيت الذى سميته بيت السرور بيت الاحزان والثبور وبقعة من بقاع جهنم. فقالت زليخا يا يوسف ما احسن عينيك. قال هما اول شيء يسيلان الى الارض من جسدى. قالت ما احسم وجهك. قال هو للتراب يأكله. قالت ما احسن شعرك. قال هو اول ما ينتشر من جسدى. قالت ان فراش الحرير مبسوط فقم فاقض حاجتى. قال اذا يذهب نصيبى من الجنة. قالت ان طرفى سكران من محبتك فارفع طرفك الى حسنى وجمالى. قال صاحبك احسن بحسنك وجمالك منى قالت هيت لك { قال معاذ الله } هو من جملة المصادر التى ينصبها العرب بافعال مضمرة ولا يستعمل اظهارها كقولهم سبحان الله وغفرانك وعونك اى اعوذ بالله معاذا مما تدعوننى اليه من العصيان والخيانة ثم علل الامتناع بقوله { انه } اى الشأن الخطير هذا وهو { ربى } اى سيد العزيز الذى اشترانى { احسن مثواى } اى احسن تعهدى ورعايتى حيث اكرمك باكرامى فما جزاؤه ان اسيئ اليه بالخيانة فى حرمه
وفيه ارشاد لها الى رعاية حق العزيز بالطف وجه { انه لا يفلح الظالمون } اى لا يدخل فى دائرة الفلاح والظفر كل ظالم كائنا من كان فيدخل فى ذلك المجازون للاحسان بالاساءة والعصيان لامر الله تعالى [واز زبان حال يوسف كه بازليخا خطاب مى كرد كفته اند]

زهى خجلت كه در روزقيامت كه افتد برزنا كاران غرامت
جزاى آن جفا كيشان نويسند مرا سر دفتر ايشان نويسند

وفى الآية دليل على ان معرفة الاحسان واجب لان يوسف امتنع لاجل شيئين لاجل المعصية والظلم ولاجل احسان الزوج اليه: قال الجامى

كه جون نوبت بهفتم خانه افتاد زليخا از جان بر خاست فرياد
مراتا كى درين محنت بسندى كه جشم رحمت ازرويم ببندى
بكفا مانع من اين دو جيزست عتاب ايزد وقهر عزيزست
زليخا كفت زان دشمن مينديش كه جون روز طرب بنشسته ام بيش
دهم جامى كه با جانش ستيزد زمستى تا قيامت بر نخيزد
توميكويى خداى من كريمست هميشه بركنهكاران رحيمست
مرا از كوهر وزر صد خزينه درين خلوت سرا باشد دفينه
فدا سازم همه بهر كناهت كه تاباشد زايزد عذر خواهت
بكفت آنكس نيم كافتد بسندم كه آيد بركس ديكر كزندم
خداى من كه نتوان حقكزاريش برشوت كى توان آمرز كاريش
زليخا در تقاضا كرم يوسف همى انكيخت اسباب توقف
دلش ميخواست درسفتن بالماس ولى ميداشت حكم عصمتش باس