التفاسير

< >
عرض

قَالَ تَزْرَعُونَ سَبْعُ سِنِينَ دَأَباً فَمَا حَصَدتُّمْ فَذَرُوهُ فِي سُنبُلِهِ إِلاَّ قَلِيلاً مِّمَّا تَأْكُلُونَ
٤٧
-يوسف

روح البيان في تفسير القرآن

فقيل { قال تزرعون سبع سنين دأبا } مصدر دأب فى العمل اذا جدّ فيه وتعب وانتصابه على الحالية من فاعل تزرعون بمعنى دائبين مستمرين على الزراعة على عادتكم بجد واجتهاد والفرق بين الحرث والزرع ان الحرث القاء البذر وتهيئة الارض والزرع مراعاته وانباته ولهذا قال { { افرأيتم ما تحرثون ءانتم تزرعونه ام نحن الزارعون } فاثبت لهم الحرث ونفى عنهم الزرع فالزرع اعم لانه يقال زرع اى طرح البذر وزرع الله اى انبت كما فى القاموس اخبرهم انهم يواظبون سبع سنين على الزراعة ويبالغون فيها اذ بذلك يتحقق الخصب الذى هو مصداق البقرات السمان وتأويلها ودلهم فى تضاعيف ذلك على امر نافع لهم فقال { فما حصدتم } [بس آنجه بدرويد ازغلات در هر سال] { فذروه فى سنبله } الا تركوه فيه ولا تذروه كيلا يأكله السوس كما هو شأن غلال مصر ونواحيها ولعله استدل على ذلك بالسنبلات الحضر وانما امرهم بذلك اذ لم يكن معتادا فيما بينهم وحيث كانوا معتادين للزراعة لم يأمرهم بها وجعلها امرا محقق الوقوع وتأويلا للرؤيا ومصداقا لما فيها من البقرات السمان { الا قليلا } [مكراندكى بقدر حاجت] { مما تأكلون } فى تلك السنين فأنتم تدرسون وقت حاجتكم اليه. وفيه ارشاد منه عليه السلام لهم الى التقليل فى الاكل والاقتصار على استثناء المأكول دون البذر لكون ذلك معلوما من قوله قال تزرعون سبع سنين وبعد اتمام ما امرهم به شرع فى بيان بقية التأويل التى يظهر منها حكمة الامر المذكور