التفاسير

< >
عرض

أَلَمْ تَرَ أَنَّ ٱللَّهَ خَلَقَ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضَ بِٱلْحقِّ إِن يَشَأْ يُذْهِبْكُمْ وَيَأْتِ بِخَلْقٍ جَدِيدٍ
١٩
-إبراهيم

روح البيان في تفسير القرآن

{ الم تر } خطاب لرسول الله صلى الله علسه وسلم والمراد امته يذهبكم والامة امة الدعوة والرؤية رؤية القلب وفى التأويلات النجمية يخاطب روح النبى صلى الله عليه وسلم فان اول ما خلق الله روحه ثم خلق السماوات والارض وروحه ناظر مشاهد خلقتها اى ألم تعلم او لم تنظر والاستفهام للتقرير اى قد رأيت { ان الله خلق السموات والارض } قال فى بحر العلوم آثار فعل الله بالسماوات والارض وسعة الاخبار به متواترة فقامت لك فقامت لك مقام المشاهدة { بالحق } ملتبسة بالحكمة البالغة والوجه الصحيح الذى ينبغى ان يخلق عليه لا باطلا ولا عبثا { ان يشأ يذهبكم } يعدمكم بالكلية ايها الناس { ويأت بخلق جديد } اى يخلق بدلكم خلقا آخر من جنسكم آدميين او من غيره خيرا منكم واطوع لله.
وفى التأويلات النجمية { ان يشأ يذهبكم } ايها الناس المستعد لقبول فيض اللطف والقهر { ويأت بخلق جديد } مستعد لقبول فيض لطفه وقهره من غير الانسان انتهى.
رتب قدرته على ذلك على خلق السماوات والارض على هذا النمط البديع ارشادا الى طريق الاستدلال فان من قدر على خلق مثل هاتيك الاجرام العظيمة على كل تبديل خلق آخر بهم اقدر ولذلك قال