التفاسير

< >
عرض

رَبِّ إِنَّهُنَّ أَضْلَلْنَ كَثِيراً مِّنَ ٱلنَّاسِ فَمَن تَبِعَنِي فَإِنَّهُ مِنِّي وَمَنْ عَصَانِي فَإِنَّكَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ
٣٦
-إبراهيم

روح البيان في تفسير القرآن

{ رب } باى بروردكار من] { انهن } اى الاصنام { اضللن كثيرا من الناس } ولذلك سألت منك ان تعصمنى وبنى من اضلالهن واستعذت بك منه يقول بهن ضل كثير من الناس فكان الاصنام سببا لضلالتهم فنسب الاضلال اليهن وان لم يكن منهن عمل فى الحقيقة كقوله تعالى { { وغرتهم الحيوة الدنيا } اى اغتروا بسببها وقال بعضهم كان الاضلال منهن لان الشياطين كانت تدخل اجواف الاصنام وتتكلم - كما حكى - ان واحدا من الشياطين دخل جوف صنم الى ابى جهل فاخذ يتحرك ويتكلم فى حق النبى عليه السلام كلمات قبيحة فامر الله واحدا من الجن فقتل ذلك الشيطان ثم لما كان الغد واجتمع الناس حول ذلك الصنم اخذ يتحرك ويقول لا اله الا الله محمد رسول الله وانا صنم لا ينفع ولا يضر ويل لمن عبدنى من دون الله فلما سمعوا ذلك قام ابو جهل وكسر صنمه وقال ان محمدا سحر الاصنام: قال الكمال الخجندى قدس سره

بشكن بت غرور كه دردين عاشقان يك بت كه بشكنند ازصد عبادتست

{ فمن } [هركس كه] { تبعنى } منهم فيما دعوا اليه من التوحيد وملة الاسلام { فانه منى } من تبعضية فالكلام على التشبيه اى كبعضى فى عدم الانفكاك عنى وكذلك قوله "من غشنا فليس منا" اى ليس بعض المؤمنين على ان الغش ليس من افعالهم واوصافهم { ومن عصانى } اى لم يتبعنى فانه فى مقابلة تبعنى كتفسير الكفر فى مقابلة الشكر بترك الشكر { فانك غفور رحيم } قادر على ان تغفر له وترحمه ابتداء وبعد توبته
وفيه دليل على ان كل ذنب فلله تعالى ان يغفره حتى الشرك الا ان الوعيد فرق بينه وبين غيره فالشرك لا يغفر بدليل السمع وهو قوله تعالى
{ { ان الله لا يغفر ان يشرك به } ان جاز غفرانه عقلا فان العقاب حقه تعالى فيحسن اسقاطه مع ان فيه نفعا للعبد من غير ضرر لاحد هو مذهب الاشعري.
وفى التاويلات النجمية قد حفظ الادب فيما قال ومن عصانى وما قال ومن عصاك لانه بعصيان الله لا يستحق المغفرة والرحمة والاشارة فيه ان من عصانى لعلى لا اغفر له ولا ارحم عليه فان المكافأة فى الطبيعة واجبة ولكن من عصانى فتغفر له وترحم عليه فيكون من غاية كرمك وعواطف احسانك فانك غفور رحيم وفى الحديث
"ينادى مناد من تحت العرش يوم القيامة يا امة محمد أمّا كان لى من قبلكم فقد وهبت لكم" [يعنى كناهى كه درميان من وشماست بخشيدم] "وبقيت التبعات فتواهبوها وادخلوا الجنة برحمتى" والتبعات جمع تبعة بكسر الباء ما اتبع به من الحق.
وذكر ان يحيى بن معاذ الرازىرحمه الله قال الهى ان كان ثوابك للمطيعين فرحمتك للمذنبين انى وان كنت لست بمطيع فارجو ثوابك وانا من المذنبين فارجو رحمتك

نصيب ماست بهشت اى خداشناش برو كه مستحق كرامت كناهكارانند