التفاسير

< >
عرض

وَقَالُواْ يٰأَيُّهَا ٱلَّذِي نُزِّلَ عَلَيْهِ ٱلذِّكْرُ إِنَّكَ لَمَجْنُونٌ
٦
-الحجر

روح البيان في تفسير القرآن

{ وقالوا } اى مشركوا مكة وكفار العرب لغاية تماديهم فى العتو والغى.
وفى بعض التفاسير نزلت فى عبد الله بن امية { يا ايها الذى نزل عليه الذكر } نادوا به النبى عليه السلام على وجه التهكم ولذا جننوه بقولهم { انك لمجنون } اذ لا يجتمع اعتقاد نزول الذكر عليه ونسبة الجنون اليه. والمعنى انك لتقول قول المجانين حين تدعى ان الله نزل عليك الذكر اى القرآن.
وقال الكاشفى [بدرستى توديوانه كه مارا از نقد بنسيه مى خوانى] وجواب هذه الآية قوله تعالى فى سورة القلم
{ { ما انت بنعمة ربك بمجنون } اى ما انت بمجنون حال كونك منعما عليك بالنبوة وكمال العقل.
يقول الفقير الجنون من اوصاف النقصان يجب تبرئة ساحة الانبياء وكمل اولالياء منه وعد نسبته اليهم من الجنون اذ لاسفه اشد من نسبة النقصان وسخافة العقل والاذعان الى المراجيح الرزان ولا عقل من العقول الا وهو مستفيض من العقل الاول الذى هو الروح المحمدى والعاقل بالعقل المعادى مجنون عند العاقل بالعقل المعاشى وبالعكس ولا يكون مجنونا بالجنون المقبول الا بعد دخول ائرة العشق.
قال حضرة الشيخ الاكبر قدس سره الاطهر

جننا مثل مجنون بليلى شغفنا حب جيران بسلمى

يعنى جننا من الازل الى الابد بجنون عشق المعشوق الوجه الحق وحب المحبوب الجمال المطلق كما جن مجنون بجنون عشق المعشوق ليلى الخلق وحب المحبوب الجمال المقيد: قال الصائب

روزن عالم غيبست دل اهل جنون من وآن شهركه ديوانه فراوان باشد