التفاسير

< >
عرض

وَأَوْفُواْ بِعَهْدِ ٱللَّهِ إِذَا عَاهَدتُّمْ وَلاَ تَنقُضُواْ ٱلأَيْمَانَ بَعْدَ تَوْكِيدِهَا وَقَدْ جَعَلْتُمُ ٱللَّهَ عَلَيْكُمْ كَفِيلاً إِنَّ ٱللَّهَ يَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ
٩١
-النحل

روح البيان في تفسير القرآن

{ واوفوا } اى استمروا على الايفاء وهو بالفارسية [وفا كردن].
قال الكاشفى { نزول آيت درشان جمعيست كه باحضرت رسالت صلى الله عليه وسلم درمكه عهد بستند وغلبه قريش وضعف مسلمانان مشاهده كرده جزع واضطراب درايشان بديد آمد شيطان خواست كه ابشانرا بفريبدتانقض عهد بيغمبر كنند حق سبحانه وتعالى بدين آيت ايشانرا ثابت قدم كردانيد وفرموده كه وفا كنيد] { بعهد الله } وهو البيعة لرسول الله صلى الله عليه وسلم على الاسلام فانها مبايعة لله تعالى لقوله تعالى
{ ان الذين يبايعونك انما يبايعون الله } لان الرسول فان فى الله باق بالله وفى الحديث "الحجر الاسود يمين الله فى ارضه فمن لم يدرك بيعة رسول الله فمسح الحجر فقد بايع الله ورسوله" والمبايعة من جهة الرسول هو الوعد بالثواب ومن جهة الآخر التزام طاعته وسميت المعاهدة مبايعة تشبيها بالمعاوضة المالية ثم هو عام لكل عهد يلتزمه الانسان باختياره لان خصوص السبب لا ينافى عموم الحكم { اذا عاهدتم } اذا عاقدتم وواثقتم والعهد العقد والميثاق { ولا تنقضوا الايمان } التى تحلفون بها عند المعاهدة اى لا تحنثوا فى الحلف { بعد توكيدها } حسبما هو المعهود فى اثناء العهود اى توثيقها بذكر الله وتشديدها باسمه كما فى بحر العلوم. وقال سعدى المفتى الظاهر ان المراد بالايمان الاشياء المحلوف عليها كما فى قوله عليه السلام "من حلف على يمين" الخ لانه لو كان المراد باليمين ذكر اسم الله فهو غير التأكيد لا المؤكد فتأمل { وقد جعلتم الله عليكم كفيلا } شاهدا رقيبا فان الكفيل من يراعى لحال المكفول به محافظة عليه { ان الله يعلم ما تفعلون } من نقض الايمان والعهود فيجازيكم على ذلك.واعلم ان الوفاء تأدية ما اوجبت على نفسك اما بالقبول او بالنذر.
وعن بعض المتكلمين اذا رأيتم الرجل اعطى من الكرامات حتى يمشى على الماء ويطير فى الهواء فلا تغتروا به حتى تنظروا كيف تجدونه فى حفظ الحدود والوفاء بالعهود ومتابعة الشريعة؟ قيل لحكيم أى شئ اعمل حتى اموت مسلما قال لا تصحب مع الله الا بالموافقة ولا مع الخلق الا بالمناصحة ولا مع النفس الا بالمخالفة ولا مع الشيطان الا بالعداوة ولا مع الدين الا بالوفاء.
وفى التأويلات النجمية { وأوفوا بعهد الله } بائتمار اوامر الله وانتهاء نواهيه { اذا عاهدتم } مع الله يوم الميثاق { ولا تنقضوا الايمان } مع الله { بعد توكيدها } وهو اشهادكم على انفسكم وقولكم بلى شهدنا { وقد جعلتم الله عليكم كفيلا } بجزاء وفائكم وهو تكفل منكم بالوفاء بما عهد معكم على الجزاء كما قال { وأوفوا بعهدى اوف بعهدكم } وتفصيل الوفاء من الله والعبد ما شرح النبى صلى الله عليه وسلم فى حديث معاذ رضى الله عنه فقال
"هل تدرى يا معاذ ما حق الله على الناس قال قلت الله ورسوله اعلم قال حقه عليهم ان يعبدوه ولا يشركوا به شيئا اى يطلبوه بالعبادة ولا يطلبوا معه غيره ثم قال أتدري يا معاذ ما حق الناس على الله اذا فعلوا ذلك قال قلت الله ورسوله اعلم قال فان حق الناس على الله ان لا يعذبهم" يعنى بعذاب الفراق والقطيعة بل يشرفهم بالوجدان والوصال كما قال "ألا من طلبنى وجدنى" وفى المثنوى

مادرين دهليز قاضىّ قضا بهر دعوىّ ألستيم وبلى
جون بلى كفتيم آنرا ز امتحان فعل وقول ما شهوداست وبيان
ازجه در دهليز قاضى تن زديم نى كه ما بهر كواهى آمديم
تاكه ندهى آن كواهى اى شهيد توازين دهليزكى خواهى رهيد
فعل وقول آمد كواهان ضمير هر دو بيدايى كند سر ستير
جرعة برخاك وفا آنكس كه ريخت كى تواند صيد دولت زوكريخت
بس بيمبر كفت بهر اين طريق با وفاتر ازعمل نبود رفيق
كربود نيكى ابدا يارت شود وربود بد در لحد مارت شود