التفاسير

< >
عرض

وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّىٰ لاَ تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ ٱلدِّينُ للَّهِ فَإِنِ ٱنْتَهَواْ فَلاَ عُدْوَانَ إِلاَّ عَلَى ٱلظَّالِمِينَ
١٩٣
-البقرة

روح البيان في تفسير القرآن

{ وقاتلوهم } اى المشركين { حتى لا تكون } الى ان لا توجد ولا تبقى { فتنة } اى شرك يعنى قاتلوهم حتى يسلموا فلا يقبل من الوثنى الا الاسلام فان أبى قتل { ويكون الدين لله } خالصا له ليس للشيطان نصيب فيه { فإن انتهوا } بعد مقاتلتكم عن الشرك { فلا عدوان إلا على الظالمين } اى فلا تعتدوا على المنتهين اذ لا يحسن ان يظلم الا من ظلم فحذف نفس الجزاء واقيمت علته مقامه والعلة لما كانت مستلزمة للحكم كنى بها عنه كأنه قيل فان انتهوا فلا تعدوا عليهم لان العدوان مختص بالظالمين والمنتهون عن الشرك ليسوا بظالمين فلا عدوان عليهم وسمى ما يفعل بالكفار عدوانا وظلما وهو فى نفسه حق وعدل لكونه جزاء الظلم للمشاركة كقوله تعالى { { وجزاء سيئةٍ سيئةٌ } [الشورى: 40].