التفاسير

< >
عرض

وَلَمَّا بَرَزُواْ لِجَالُوتَ وَجُنُودِهِ قَالُواْ رَبَّنَآ أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْراً وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَٱنْصُرْنَا عَلَى ٱلْقَوْمِ ٱلْكَافِرِينَ
٢٥٠
-البقرة

روح البيان في تفسير القرآن

{ ولما برزوا } اى ظهر طالوت ومن معه من المؤمنين وصاروا الى براز اى فضاء من الارض فى موطن الحرب { لجالوت وجنوده } وشاهدوا ما عليهم من العدد وايقنوا انهم غير مطيقين لهم عادة { قالوا } اى جميعا عند تقوى قلوب الفريق الاول منهم بقول الفريق الثانى متضرعين الى الله تعالى مستعينين به { ربنا } فى ندائهم بقولهم ربنا اعتراف منهم بالعبودية وطلب لاصلاحهم لان لفظ الرب يشعر بذلك دون غيره { أفرغ علينا } افراغ الاناء اخلاؤه مما فيه اى صب علينا وهو استعارة عن الاكمال والاكثار أتوا بلفظة على طلبا لان يكون الصبر مستعليا عليهم وشاملا لهم كالظرف للمظروف { صبرا } على مقاساة شدائد الحرب واقتحام موارده الضيقة { وثبت أقدامنا } وهب لنا ما نثبت به فى مداحض القتال ومزال النزال من قوة القلوب والقاء الرعب فى قلوب العدو ونحو ذلك من الاسباب فالمراد بثبات القدم كمال القوة والرسوخ عند المقارنة وعدم التزلزل وقت المقاومة لا مجرد التقرر فى حيز واحد { وانصرنا على القوم الكافرين } بقهرهم وهزمهم ولقد راعوا فى الدعاء ترتيبا بليغا حيث قدموا سؤال افراغ الصبر على قلوبهم الذى هو ملاك الامر ثم سؤال تثبيت القدم المتفرع عليه ثم سؤال النصر على العدو الذى هو الغاية القصوى.