التفاسير

< >
عرض

وَإِن يُكَذِّبُوكَ فَقَدْ كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ وَعَادٌ وَثَمُودُ
٤٢
وَقَوْمُ إِبْرَاهِيمَ وَقَوْمُ لُوطٍ
٤٣
وَأَصْحَابُ مَدْيَنَ وَكُذِّبَ مُوسَىٰ فَأمْلَيْتُ لِلْكَافِرِينَ ثُمَّ أَخَذْتُهُمْ فَكَيْفَ كَانَ نَكِيرِ
٤٤
-الحج

روح البيان في تفسير القرآن

{ وان يكذبوك } يا محمد وصيغة المضارع فى الشرط مع تحقق التكذيب لما ان المقصود تسليته عليه السلام عما يترتب على التكذيب من الحزن المتوقع اي وان تحزن على تكذيب قومك اياك فاعلم انك لست باوحدى فى ذلك { فقد كذبت قبلهم } قبل تكذيبهم { قوم نوح } اى نوحا { وعاد } اى هودا { وثمود } اى صالحا { وقوم ابراهيم } اى ابراهيم { وقوم لوط } أى لوطا { واصحاب مدين } اى شعيبا ومدين كان ابنا لابراهيم عليه السلام ثم صار علما لقرية شعيب { وكذب موسى } كذبه القبط واصروا الى وقت الهلاك واما بنو اسرائيل فانهم وان قالوا لن نؤمن لك حتى نرى الله جهرة ونحوه فما استمروا على العناد بل كلما تجدد لهم المعجزة جددوا الايمان هكذا ينبغى ان يفهم هذا المقال وغير النظم بذكر المفعول وبناء الفعل له للايذان بان تكذيبهم لهم كان فى غاية الشناعة لكون آياته فى كمال الوضوح { فامليت للكافرين } امهلتهم الى اجلهم المسمى { ثم اخذتهم } اى اخذت كل فريق من فرق المكذبين بعد انقضاء مدة املائه وامهاله بعذاب الطوفان والريح الصرصر والصيحة وجند البعوض والخسف والحجارة وعذاب يوم الظلمة والغرق فى بحر القلزم، قال الراغب الاخذ وضع الشىء وتحصيله وذلك تارة بالتناول نحو معاذ الله ان نأخذ الامن وجدنا متاعنا عنده وتارة بالقهر ومنه الآية { فكيف كان نكير } اى انكارى عليهم بتغيير النعمة محنة والحياة هلاكا والعمارة خرابا اى فكان ذلك فى غاية الهول والفظاعة فمعنى الاستفهام التقرير ومحصول الآية قد اعطيت هؤلاء الانبياء ما وعدتهم من النصرة فاستراحوا فاصبر انت الى هلاك من يعاديك فتستريح ففى هذا تسلية للنبى عليه السلام.