التفاسير

< >
عرض

وَٱلَّذِينَ سَعَوْاْ فِيۤ آيَاتِنَا مُعَاجِزِينَ أُوْلَـٰئِكَ أَصْحَابُ ٱلْجَحِيمِ
٥١
-الحج

روح البيان في تفسير القرآن

{ والذين سعوا } اسرعوا واجتهدوا { فى آياتنا } فى رد آياتنا وابطالها بالطعن فيها ونسبتها الى السحر والشعر وغير ذلك من الافتراء { معاجزين } حال كونهم يعاجزون الانبياء واولياءهم اى يقابلونهم ويمانعونهم ليصيروهم الى العجز عن امر الله او ظانين انهم يعجزوننا فلا نقدر عليهم او معاندين مسابقين من عاجز فلان فلانا سباقه فعجزه سبقه كما قال الكاشفى [در حالتى كه بيشى كيرند كانند برما بكمال خود يعنى خواهندكه ازما دركذرند وعذاب ماازيشان فوت] { اولئك } الموصوفون بالسعى والمعاجزة { اصحاب الجحيم } اى ملازمون النار الموقدة وقيل هواسم دركة من دركاتها: وفى المثنوى

هركه برشمع خدا آرد تفو شمع كى ميرد بسوزد بوزاو
كى شود دريا زبوزسك نجس كى شود خورشيد ازبف منطمس

وفى التأيلات النجمية يشير الى ان من عاند اهل آياته من خواص اوليائه اولئك اصحاب جحيم الحقد والعداوة ورد الولاية والسقوط عن نظر الله وجحيم نار جهنم فى الاخرة واذا اراد الله تعالى بعبد خيرا يحوله عن الانكار ويوفقه للتوبة والاستغفار ـ روى ـ ان رجلا قال كنت ابغض الصوفية فرأيت بشرا الحافى يوما قد خرج من صلاة الجمعة فاشترى خبزا ولحما مشويا وفالوذجا وخرج من بغداد فقلت انه زاهد البلد فتبعته لانظر ماذا يصنع وظنتت انه يريد التنعم فى الصحراء فمشى الى العصر فدخل مسجدا فى قرية وفيه مريض فجعل يطعمه فذهبت الى القرية لانظر ثم جئت فلم اجد بشرا فسألت المريض فقال ذهب الى بغداد فقلت كم بينى وبين بغداد قال اربعون فرسخا فقلت انا لله وانا اليه راجعون ولم يكن عندى ما اكترى به وانا عاجز عن المشى فبقيت الى جمعة اخرى فجاء بشر ومعه طعام للمريض فقال المريض يا ابا نصر رد هذا الرجل الى منزله فنظر الىّ مغضبا وقال لم صحبتنى فقلت اخطأت فاوصلنى الى محلتى فقال اذهب ولا تعد فتبت الى الله وانفقت الاموال وصحبتهم وفى الحكاية اشارات منها ان كرامات الاولياء حق ومنها ان انكار ماليس للعقل فيه مجال خطأ ومنها ان الرجوع الى باب وارث الرسول ينظم العبد فى سلك القبول: قال الحافظ

كليد كنج سعادت قبول اهل دلست مبادكس كه درين نكته شك وريب كند

قال بعض الكبار الاستمداد من اهل الرشاد وان كان صالحا عظيما فى نيل المراد الا ان حسن الاعتقاد مع مباشرة الاسباب يسهل الامور الصعاب ويوصل الى رب الارباب والله مفتح الابواب والهادى الى سبيل الصواب، وقال بعضهم المنكر على العلماء بالله انما انكر لقصور فهمه وقلة معرفته فان علومهم مبنية على الكشف والعيان وعلوم غيرهم من الخواطر الفكرية والاذهان وبداية طريقهم التقوى والعمل الصالح وبداية طريق غيرهم مطالعة الكتب والاستمداد من المخلوقين فى حصول المصالح ونهاية علومهم الوصول الى شهود حضرة الحى القيوم ونهاية علوم غيرهم تحصيل الوظائف المناصب والخطام الذى لا يدوم فلا طريق الا طريق السادة الائمة الهداة القادة.