التفاسير

< >
عرض

لِّكُلِّ أُمَّةٍ جَعَلْنَا مَنسَكاً هُمْ نَاسِكُوهُ فَلاَ يُنَازِعُنَّكَ فِي ٱلأَمْرِ وَٱدْعُ إِلَىٰ رَبِّكَ إِنَّكَ لَعَلَىٰ هُدًى مُّسْتَقِيمٍ
٦٧
-الحج

روح البيان في تفسير القرآن

{ لكل امة } معينة من الامم الماضية والباقية والامة جماعة ارسل اليم رسول { جعلنا } [معني ساختيم] { منسكا } مصدر مأخوذ من النسك وهو العبادة اى شريعة خاصة لا لامة اخرى منهم على معنى عينا كل شريعة لامة معينة من الامم بحيث لا تتخطى امة منهم شريعتها المعينة لها الى شريعة اخرى لا استقلالا ولا اشتراكا { هم ناسكوه } صفة لمنسكا مؤكدة للقصر المستفاد من تقديم الجار والمجرور على الفعل والضمير لكل امة باعتبار خصوصها اى تلك الامة المعينة ناسكوه والعاملون به لامة اخرى فالامة التى كانت من مبعث موسى الى مبعث عيسى علهيما السلام منسكهم التوراة هم ناسكوها والعاملون بها لاغيرهم والامة التى من مبعث عيسى الى مبعث النبى عليه السلام منسكهم الانجيل هم ناسكوه والعاملون به لا غيرهم واما الامة الموجودة عند بعث النبى عليه السلام ومن بعدهم من الموجودين الى يوم القيامة فهم امة واحدة منسكهم الفرقان ليس الا { فلا ينازعنك } اى من يعاصرك من اهل الملل يقال نزع الشىء جذبه من مقره كنزع القوس عن كبده والمنازعة المخاصمة { فى الامر } اى فى امر الدين زعما منهم ان شريعتهم ما عين لآبائهم الاولين من التوراة والانجيل فانهما شريعتان لمن مضى من الامم قبل انتساخهما وهؤلاء امة مسستقلة منسكهم القرآن المجيد فحسب: وبالفارسية [بس بايدكه نزاع نكنند سائر ارباب اديان باتو دركار دين جه امردين توازان ظاهر تسرت كه تصور نزاع دران توان كرد درنور آفتاب جاى تأمل است] { وادع } الناس كافة ولا تخص امة دون امة بالدعوة فان كل الناس امتك { الى ربك } الى توحيده وعبادته حسبما بين لهم فى منسكهم وشريعتهم { انك لعلى هدى مستقيم } اى طريق موصل الى الحق سوى وهو الدين.