التفاسير

< >
عرض

وَلَوْ رَحِمْنَاهُمْ وَكَشَفْنَا مَا بِهِمْ مِّن ضُرٍّ لَّلَجُّواْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ
٧٥
-المؤمنون

روح البيان في تفسير القرآن

{ ولو رحمناهم } روى انه لما اسلم ثمامة بن اثال الحنفى ولحق باليمامة ومنع الميرة عن اهل مكة واخذهم الله بالسنين حتى اكلوا العلهز وهو شىء يتخذونه من الوبر والدم، قال الكاشفى [واهل مكه بحوردن مرده ومردار مبتلا شدند] جاء ابو سفيان الى رسول الله فى المدينة فقال انشدك الله والرحم اى اسألك بالله وبحرمة الرحم والقرابة ألست تزعم انك بعثت رحمة للعالمين فقال بلى فقال قتلت الآباء بالسيف والابناء بالجوع فادع ان يكشف عنا هذا القحط فدعا فكشف عنهم فانزل الله هذه الآية { وكشفنا } ازلنا عنهم { مابهم } [آنجه برايشان واقع است] { من ضر } من سوء الحال يعنى القحط والجدب الذى غلب عليهم واصابهم { للجوا } اللجاج التمادى فى الخصومة والعناد فى تعاطى الفعل المزجور عنه وتمادى تناهى من المدى وهو الغاية والمعنى لتمادوا { في طغيانهم } الطغيان مجاوزة الحد فى الشىء وكل مجاوز حده فى العصيان طاغ اى فى افراطهم فى الكفر والاستكبار وعداوة الرسول والمؤمنين يعنى لارتدوا الى ما كانوا عليه ولذهب عنهم هذا التملق وقد كان ذلك

ستيزندكى كار ديوو ددست ستيزندكى دشمنى باخوداست

{ يعهمون } العمه التردد فى الامر من التحير اى عامهين عن الهدى مترددين فى الضلالة لا يدرون اين يتوجهون كمن يضل عن الطريق فى الفلاة لا رأى له ولا دراية بالطريق، قال ابن عطاء الرحمة من الله على الاوراح المشاهدة ورحمته على الاسرار المراقبة ورحمته على القلوب المعرفة ورحمته على الابدان آثار الجذبة عليها على سبيل السنة، وقال ابو بكر بن طاهر كشف الضر هو الخلاص من امانى النفس وطول الامل وطلب الرياسة والعلو وحب الدنيا وهذا كله مما يضر بالمؤمن، وقال الواسطى للعلم طغيان وهو التفاخربه وللمال طغيان وهو البخل وللعمل والعبادة طغيان وهو الرياء والسمعة وللنفس طغيان وهو اتباع شهواتها.