التفاسير

< >
عرض

وَكُنُوزٍ وَمَقَامٍ كَرِيمٍ
٥٨
-الشعراء

روح البيان في تفسير القرآن

{ وكنوز } [وازكنجها] يعنى الاموال الظاهرة من الذهب والفضة ونحوهما سماها كنزا لان مالا يؤدى منه حق الله فهو كنز وان كان ظاهرا على وجه الارض وما ادى منه فليس بكنز وان كان تحت سبع ارضين والكنز المال المجموع المحفوظ. والفرق بينه وبين الركاز والمعدن ان الركاز المال المركوز فى الارض مخلوقا كان او موضوعا والمعدن ما كان مخلوقا والكنز ما كان موضوعا. قال فى خريدة العجائب وفى ارض مصر كنوز كثيرة ويقال ان غالب ارضها ذهب مدفون حتى قيل انه ما فيها موضع الا وهومشغول من الدفائن { ومقام كريم } يعنى المنازل الحسنة والمجالس البهية. وقال السهيلى فى كتاب التعريف والاعلام هى الفيوم من ارض مصر فى قول طائفة من المفسرين ومعنى الفيوم الف يوم كما فى التكملة وهى مدينة عظيمة بناها يوسف الصديق عليه السلام ولها نهر يشقها ونهرها من عجائب الدنيا وذلك انه متصل بالنيل وينقطع ايام الشتاء وهو تجرى فى سائر الزمان على العادة ولهذه المدينة ثلاثمائة وستون قرية عامرة كلها مزارع وغلال. ويقال ان الماء فى هذا الوقت قد اخذ اكثرها وكان يوسف جعلها على عدد ايام السنة فاذا اجدبت الديار المصرية كانت كل قرية منها تقوم باهل مصر يوما وبارض الفيوم بساتين واشجار وفواكه كثيرة رخيصة واسماك زائدة الوصف وبها من قصب السكر كثير