التفاسير

< >
عرض

وَٱلَّذِيۤ أَطْمَعُ أَن يَغْفِرَ لِي خَطِيئَتِي يَوْمَ ٱلدِّينِ
٨٢
-الشعراء

روح البيان في تفسير القرآن

{ والذى اطمع } [طمع ورجا ميدرام] { ان يغفر لى خطيئتى يوم الدين } اى يوم الجزاء والحساب دعا بلفظ الطمع ولم يعزم فى سؤاله كما عزم فيما قبل من الامور المذكورة تأدبا او ليعلم ان العبد ليس له ان يحكم لنفسه بالايمان وعليه ان يكون بين الخوف والرجاء وليدل على كرم الله فان الكريم اذا اطمع انجز واسند الخطيئة الى نفسه وهى فى الغالب ما يقصد بالعرض لانه من الخطأ هضما لنفسه وتعليما للامة ان يجتنبوا المعاصى ويكونوا على حذر وطلب لان يغفر لهم مافرط منهم وتلافيا لما عسى يقع منه من الصغائر مع ان حسنات الابرار سيآت المقربين كما ان درجاتهم دركات المقربين [در تلخيص آورده كه مراد خطاياى است محمد است عليه السلام كه حضرت خليل ازملك جليل دعاى غفران نموده] وتعليق المغفرة بيوم الدين مع ان الخطيئة انما تغفر فى الدنيا لان اثرها يتبين وفائدته ثمة تظهر وفى ذلك تهويل له واشارة الى وقوع الجزاء فيه ان لم تغفر ومثله رب اغفر لى ولوالدى وللمؤمنين يوم يقوم الحساب. "وعن عائشة رضى الله عنها قالت قلت يارسول الله ان ابن جدعان كان فى الجاهلية يصل الرحم ويطعم فهل ذلك نافعه قال لا انه لم يقل يوما رب اغفر لى خطيئتى يوم الدين" يعنى انه كان كافرا ولم يكن مقرا بيوم القيامة لان المقر به طالب لمغفرة خطيئته فيه فلا ينفعه عمله وعبد الله بن جدعان هو ابن عم عائشة رضى الله عنها وكان فى ابتداء امره فقيرا ثم ظفر بكنز استغنى به فكان ينفق من ذلك الكنز ويفعل المعروف ثم هذا كله احتجاج من ابراهيم على قومه واخبار انه لايصلح للالهية من لايفعل هذه الافعال وبعد ماذكر فنون الالطاف الفائضة عليه من الله مبدأ خلقه الى يوم بعثه حمله ذلك على مناجاته تعالى ودعائه لربط العتيد وجلب المزيد فقال