التفاسير

< >
عرض

ٱلَّذِينَ ٱسْتَجَابُواْ للَّهِ وَٱلرَّسُولِ مِن بَعْدِ مَآ أَصَابَهُمُ ٱلْقَرْحُ لِلَّذِينَ أَحْسَنُواْ مِنْهُمْ وَٱتَّقَواْ أَجْرٌ عَظِيمٌ
١٧٢
-آل عمران

روح البيان في تفسير القرآن

{ الذين استجابوا لله والرسول } اى اجابوا واطاعوا فيما امروا به ونهوا عنه كما فى قوله تعالى { { فليستجيبوا } [البقرة: 186].
{ من بعد ما اصابهم القرح } اى الجرح فى غزوة احد { للذين احسنوا منهم } يدخل تحته الاتيان بجميع المأمورات { واتقوا } يدخل تحته الانتهاء عن جميع المنهيات { اجر عظيم } ثواب عظيم وجملة قوله للذين خبر مقدم مبتدأه اجر عظيم والجملة فى محل الرفع خبر الذين استجابوا وكلمة من فى قوله منهم ليست للتبعيض لان الذين استجابوا لله والرسول كلهم قد احسنوا لا بعضهم بل هى لبيان الجنس ومحصل المعنى حينئذ الذين استجابوا لله والرسول لهم اجر عظيم الا انهم وصفوا بوصفى الاحسان والتقوى مدحا لهم وتعليلا لعظم اجرهم بحسن فعالهم لا تقييدا.
ـ روى ـ ان ابا سفيان واصحابه لما رجعوا من احد فبلغوا الروحاء وهو موضع بين مكة والمدينة ندموا وهموا بالرجوع حتى يستأصلوا ما بقى من المؤمنين فبلغ ذلك رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم فندب اصحابه للخروج فى طلب ابى سفيان وقال لا يخرجن معنا الا من حضر يومنا بالامس اى وقعتنا والعرب تسمى الوقائع اياما وذكرهم بايام الله فخرج رسول الله عليه السلام اراءة من نفسه ومن اصحابه جلدا وقوة ومعه جماعة حتى بلغوا حمراء الاسد وهى من المدينة على ثمانية اميال وكان باصحابه القرح فتحاملوا على انفسهم اى حملوا المشقة على انفسهم كيلا يفوتهم الاجر والقى الله الرعب فى قلوب المشركين فذهبوا فنزلت فهذه هى غزوة حمراء الاسد متصلة بغزوة احد واما غزوة بدر الصغرى فقد وقعت بعدها بسنة واليها الاشارة بقوله تعالى.